تزايدت بالآونة الأخيرة في طرقاتنا المخالفات المرورية غير الحضارية التي تنم عن عدم تقدير للمسؤولية.. وعدم احترام لحقوق مستخدمي الطريق، وحقيقة لا أعرف ما هي وجهة نظر رجال المرور ومبرراتهم تجاه هذه المخالفات ومعاناة مستخدمي الطريق المستمرة؟

وكل ما نخشاه هو أن يكون المرور لم يبدأ التفكير بعد في إيجاد حلول لمشكلات مدينة عصرية كمدينة الرياض.. نأمل أن تكون مخاوفنا غير حقيقية، على كل حال قد نعذر إدارة مرور الرياض مرة فقط لقلة الإمكانات البشرية والمادية.. ولكن لا يمكن لنا أن نعذرها في مرات عديدة..

وسأتكلم اليوم عن مخالفتين فقط تحدثان كل يوم وربما كل ساعة، وتتكرران في شوارع مدينة الرياض باستمرار، ومع هذا لا نجد أن مرور الرياض على الأقل فكر في التقليل من تلك المخالفتين فضلاً عن القضاء عليهما!!

المخالفة الأولى:

تتمثل في ظاهرة قيام بعض السائقين إغلاق المسار الأيمن عند الإشارات الضوئية والتقاطعات مما يتسبب في تعطيل حركة السير، وتأخير مستخدمي المسار الأيمن الراغبين بالانعطاف يميناً.. في سلوك يدل على قلة ذوق، وعدم مبالاة واستهتار واضحين والملاحظ أنه عند قيام السائقين باستخدام المنبه للضغط عليه لفتح الطريق يقوم السائق بعرض سيارته أمام الإشارة متجاوزاً السيارات الواقفة في انتظار الإشارة تاركاً خط المشاة خلف ظهره، مما يعرضه ويعرض الآخرين للحوادث المرورية.

المخالفة الثانية:

هي مشكلة ظاهرة ومشاهدة بشكل يومي ويلمسها الجميع، وهي ظاهرة إغلاق الشوارع والطرق عند البنوك والمطاعم وبالذات مطاعم المندي والرز البخاري، وقت الذروة (الظهر والعشاء).

وهي حقيقة مشكلة تؤرق مستخدمي الطريق، وتعطي زوار العاصمة انطباعاً سيئاً عن عدم احترام الأنظمة واللوائح والقوانين، وعن ضعف جهاز المرور في التصدي لمثل هذه الظاهرة المزعجة والتي بدأت في الآونة الأخيرة تنتشر بشكل ملحوظ، وإذا لم يتصدى لها المرور من خلال تطبيق الأنظمة بحزم فلا أعتقد أنها ستقف عند هذا الحد بل قد نشهد مهازل في طرقنا وشوارعنا أبطالها شباب مراهقون وعمالة لا تعي حجم الضرر الذي تقوم به، وقد قيل: (من أمن العقوبة أساء الأدب).

إننا لا نطالب مرور الرياض بوضع دورية أو رجل مرور عند كل بنك أو مطعم، ولكننا نطالب بتواجد مروري فاعل ومؤثر.. نطالب رجل المرور ألا يكتفي بالتنبيه على المخالفين ومغلقي الطريق من خلال جهاز النداء وهو قابع في سيارته، إننا نطالبه بكل تأكيد بالتجول على المواقع التي تشهد ازدحاماً واختناقاً مرورياً، كما نطالبه بتطبيق النظام ومعاقبة المخالفين والمستهترين.