الإعلام الرياضي في العالم الغربي عادة هو إعلام تجاري لأن جميع الأندية الرياضية في العالم مخصصة لها صحيفتها الخاصة وإذاعتها وتلفزيونها وحتى شركات الدعاية الخاصة بها وهذه هي السياسة الإعلامية التي أخذناها عن الغرب والتي لا تناسب التفاعلات الناتجة منها مع حياتنا الاجتماعية التي تجمع ولا تفرق وترشد ولا تحرض، إن الإعلام الرياضي لدينا يجب أن يستغل تجمع الرياضيين والجماهير الرياضية لتثقيفهم بالمفهوم الرياضي الحقيقي مثل التسامح والمحبة والصداقة والمرح وحب الجماعة وكل ما من شأنه التخفيف من عناء الحياة ومشاكلها لا العكس حتى أصبح الجمهور يحمل السلاح الأبيض في المدرجات.
- يا سادة.. يجب أن يكون هناك خطط إعلامية دورية شهرية، سنوية معنى مثلاً إذا اتفقنا على عدم التزام اللاعب السعودي بالجدول الاحترافي من عدم سهر وثقافة صحية وتأمين اجتماعي.. عندها تقوم جميع الصحف بتثقيف وإرشادات اللاعب إلى الطريقة السليمة للاحتراف، وعندما نلاحظ التعصب الرياضي من الجمهور (المريض) وهو جمهور من الشباب ينخرط في الرياضة فقط لعمل فوضة جماهيرية عند فوز أي فريق والتحريض على الشغب.
المهم أن الإعلام الرياضي ليس فقط انحيازاً لفريق ودعماً للاعبه بالحق والباطل حتى تجني على اللاعب والنادي بدلاً من إظهار سمات الرياضة الحقيقة من محبة بين اللاعبين واستمتاع وتشجيع الجماهير للعبة الحلوة.
إن الصحافة الرياضية هي المسؤولة عن توجيه الأندية في طريقة الاحتراف وقبل ذلك بكثير في طريقة تكوين الفرق الرياضية.. لماذا لا نسأل أنفسنا مثلاً عن تطور الكرة الأمريكية علينا ونحن الذين سبقناهم بمراحل.. أنا أقول لماذا؟.. السبب الرئيسي لتطور الكرة الأمريكية هي أن تكوين الفرق هناك يختلف عنا.. بأن إذا أردت أن تلعب مثلا (مدافع) فهناك شروط صحية وجسمانية لذلك اللاعب فيجب أن يكون طوله مناسباً في قلب الدفاع ويجب أن تكون بنيته الجسمية كذلك وهناك أيضاً استثناءات للاعبين الموهوبين بمعنى يمكن أن يكون اثنان أو ثلاثة خارج القاعدة ولكن البقية يجب أن يكونوا مطابقين للمواصفات هذا إذا أردنا أن ننافس على كأس العالم ليس فقط الوصول إلى التصفيات.
يجب أن يكون هناك صحفي محترف لكل جريدة يجتمعون شهرياً ويخططون لرسم قواعد الحركة الرياضية وتثقيف الرياضيين من لاعبين وجمهور.
مشكلتنا يا سادة أننا نأخذ كل شيء بلا دراسة ولا منهجية علمية ولا أهمية ونقول هذه كورة.. وهذا تلفزيون.. وهذه تسلية.. ونسينا أن الكورة والتلفزيون والتسلية تأخذ جزءاً كبيراً من حياتنا اليومية.
(*) حارس الوحدة سابقاً
دكتوراه في الإعلام - ثقافة إعلامية دولية