نشر الكراهية فن لا يتقنه إلا الحاقدون، ومحبو الدمار، وكل مَن يعاني العُقد التاريخية والانغلاق الذهني والتبلُّد الحسي. هكذا تبدو الصورة الدنمركية، وهكذا تؤكد الرسومات المسيئة للنبي عليه الصلاة والسلام.
والإصرار على نشر هذه الرسومات المخزية، والدعوة بكل رعونة إلى نشر المزيد منها كما دعا إلى ذلك وزير داخلية ألمانيا فولفغانغ شويبل، يؤكد أن في القلوب كراهية للإسلام والمسلمين مبنية على تصورات جمعية مغلوطة، وقوالب جامدة، وإلا فما تفسير هذه التصرفات المتغطرسة التي تخلو من الحد الأدنى من الشعور بالاحترام للآخرين ومعتقداتهم ورموزهم الدينية.
لماذا يقدم هؤلاء على معاداة الإسلام والمسلمين، ويبادرون إلى استفزاز مشاعر أكثر من مليار مسلم حول العالم، وبل واستفزاز مشاعر كل محبي السلام والانفتاح؟ ولمصلحة من وبحجة ماذا يقوم هؤلاء المتطرفون بإشعال الفتن، وخلق بلبلة عالمية لا يجني أحد من ورائها سوى الدمار؟
ولماذا تقف حرية التعبير المزعومة عند معاداة المسلمين دون سواهم، في حين أن حرية التعبير لا تسمح لأحد بأن ينتقد ولو بالدراسات العلمية الموثقة المزاعم اليهودية حول معاناتهم التاريخية ومنها المحرقة التي ضخمتها الآلة الصهيونية حتى بدت أكثر قدسية في نظر الغرب من معتقداتهم أنفسهم.
النبي محمد صلى الله عليه وسلم بُعث ليتمم مكارم الأخلاق، ومنها الحب والتسامح والسلام، ولو كان هؤلاء المعتدون على اطلاع على سيرة المصطفى عليه الصلاة والسلام لما أقدموا على هذه الرسوم الجبانة، ولما دعا جُهّالهم إلى نشر المزيد منها.
إذ من شأن ذلك أن يخلق بيئة متسممة بالكراهية والتطرف والنزعة إلى الاقتتال، على حساب الدعوات نحو التسامح والحوار والتلاقي، ونبذ الحروب.
يجب على عقلاء الغرب أن يتصدوا لظاهرة الكراهية المتنامية في أوساط بلدانهم، وأن يبينوا عظم الشر الذي قد يتسبب في وقوعه جُهّالهم ممن وقعوا في شباك الحقد وأصبح صعباً عليهم الفكاك منه.
كما يجب على قادتهم الدينيين وعلى رأسهم بابا الفاتيكان ورؤساء الكنيسة الإنجيليكانية والأرثوذكسية أن يبينوا خطأ هذا التوجه العدواني، من أجل امتصاص غضب المسلمين المتنامي؛ وذلك حتى لا يحدث ما نخشاه.
***
لإبداء الرأي حول هذا المقال، أرسل رسالة قصيرة SMS تبدأ برقم الكاتب«9999» ثم أرسلها إلى الكود 82244