عنيزة - فهد الفاضل
بعد شهور من حالات الفزع والخوف والترقب نتيجة قيام أحد الجناة بترويع الآمنات، وإرهاب الأطفال، حيث تفنن في اختيار ضحاياه من صغار السن. وظل يمارس أفعاله بطريقة شبه ثابتة؛ بدءاً بطرق الباب ومن ثم الاعتداء على من يفتح له من الأطفال، وخاصة الفتيات. ويقوم الجاني في الغالب بمراقبة البيوت المستهدفة، وحين يشعر بإمكانية تحقيق مآربه، يطرق الباب زاعماً أنه أحد جيران الأسرة، أو صديق لصاحب المنزل، وأن معه أغراضاً، ويطلب منهم فتح الباب لاستلامها. وقد وقعت العديد من الأسر في هذا الفخ. ومن جراء ذلك أصيبت إحدى الفتيات بحالة نفسية ما تزال تعاني منها بالرغم من مرور شهور على الحادثة بحسب ما تلقته الجزيرة، فيما نجت أخريات بأخذ الحيطة والحذر، والتأكد من هوية الطارق قبل فتح الباب، أو بالاتصال بأولياء أمورهن للتأكد مما يدعيه الجاني. وأكدت إحدى الأسر أنه طرق عليهم الباب ظهر الاثنين، لكن التي فتحت له هذه المرة كانت امرأة، وحين هم بالدخول وأمام صراخ المرأة لاذ بالفرار، إلا أن فطنة السيدة وشجاعتها بعد توفيق الله مكنتها من التعرف على سيارته، وفي وقت لاحق من اليوم نفسه طرق باب استراحة لها علاقة بنفس الأسرة، ما جعل نفس المرأة تقوم بإبلاغ أخيها الذي تمكن من الحضور والتعرف على السيارة وملاحقة الجاني، وقام بالتعاون مع بعض المواطنين بالإمساك به. وأوضح للجزيرة أكثر من طرف أنه تم استدعاؤهم (الثلاثاء) من قبل شرطة عنيزة للتعرف على الجاني، من نساء وأطفال، وأجمعوا على أنه هو الجاني الذي أقض مضاجع العديد من الأسر، وأشغل المواطنين الآمنين.
من جانبه وفي تصريح أمني أكد الناطق الإعلامي بشرطة منطقة القصيم الرائد فهد الهبدان أن شرطة محافظة عنيزة أغلقت ملف قضايا الاعتداء على المنازل والمسجلة عام 1428-1429هـ بعد أن يقوم المتهم بطرق أبواب المنازل والاعتداء على من يفتح الباب من الأطفال، حيث تمكن صاحب أحد المنازل من متابعة الجاني ومطاردته والقبض عليه، وهو مواطن متعلم وفي العقد الرابع من العمر وأحيل من قبل الدوريات الأمنية بعنيزة لمركز شرطة عنيزة وبالتحقيق معه تم تسجيل اعترافاته لجميع القضايا التي ارتكبت والمسجلة في شرطة عنيزة مغلقة ظاهرة سجلت خلال الأشهر الخمس السابقة. الجزيرة تابعت الموقف أولاً بأول وتلقت العديد من الاتصالات من المواطنين ممن لحق بهم الضرر من أفعال الجاني. ونشيد هنا بالموقف المشرف الذي قامت به المرأة برباطة جأشها وحسن تصرفها حين تعرفت على سيارة الجاني وهي من نوع نيسان باث فايندر، بالإضافة إلى الدور البطولي للمواطن الذي تمكن من متابعة الجاني حتى تمكن من القبض عليه.