تأمل أخي المسلم في قول الله تعالى بعد ذكر عذاب فرعون ومن معه قال الله تعالى: {فَمَا بَكَتْ عَلَيْهِمُ السَّمَاء وَالْأَرْضُ وَمَا كَانُوا مُنظَرِينَ}، وقد اختلف أهل العلم في المراد على ثلاثة أقوال الأول أنه على الحقيقة والثانية أن المراد أهل السماء والأرض والثالث أنه من المبالغة في وصف المصيبة ومع ذلك فقد قال الطبري رحمه الله: (وقيل إنما قيل فما بكت عليهم السماء والأرض لأن المؤمن إذا مات بكت عليه السماء والأرض أربعين صباحاً ولم تبكيا على فرعون وقومه لأنه لم يكن لهم عمل يصعد إلى الله صالح فتبكي عليهم السماء ولا مسجد في الأرض فتبكي عليهم الأرض) وتوجد بعض الآثار تدل على ذلك من كلام النبي صلى الله عليه وسلم ومن أقوال بعض السلف فتأمل أخي المسلم بركة الطاعة للمؤمن أنها تأثر على السموات بعلوها وعلى الأرض بسعتها فتبكي السماء وتبكي الأرض لفقد الطائع المتعبد الذي يقضي وقته في الليل والنهار في طاعة ربه فله أرض تفقده وسماء ترفع دعاءه وأعماله الصالحة بينما على العكس شؤم المعصية على المذنب الكافر المعاند أنه لا قيمة له حتى لو كان في أكبر منصب في الدنيا فإن لاسماء لا تبكي على موته وكذلك الأرض بل تستبشر لموته وهلاكه بأي طريقة كانت قال السعدي عن هذه الآية (أي لما أتلفهم الله وأهلكهم لم تبك عليهم السماء والأرض أي لم يحزن عليهم ولم ييأس على فراقهم بل كل استبشر بهلاكهم وتلفهم حتى السماء والأرض لأنهم ما خلفوا من آثارهم إلا ما يسود وجوههم ويوجب عليهم اللعنة والمقت من العالمين) فتأمل أخي الكريم إلى من تريد أن تكون نسأل الله السلامة والعافية.
* تبوك