غزة - نابلس - بلال أبو دقة ورندة أحمد
لليوم الثاني على التوالي واصلت آلة الحرب الصهيونية يوم أمس جرائمها ومجازرها بحق أبناء الشعب الفلسطيني، حيث استشهد يوم أمس 21 فلسطينياً في قطاع غزة ومدينة نابلس شمال الضفة الغربية، ومن بين شهداء يوم الخميس الدامي خمسة أطفال؛ ليرتفع بذلك عدد الشهداء الفلسطينيين في غزة ونابلس إلى 31 شهيداً، خلال 24 ساعة مضت، (28 من الشهداء قضوا في قطاع غزة، بينهم ثمانية أطفال منهم طفل رضيع يبلغ من العمر خمسة أشهر) في أكثر من 23 غارة جوية صهيونية طالت مناطق متفرقة في قطاع غزة (من شماله إلى جنوبه)، ونتج عن عمليات القصف الإسرائيلية عدد من الإصابات في صفوف المدنيين ودمار كبير لحق في بنايات سكنية وورشات حدادة تابعة للمواطنين.
إلى ذلك ذكرت الإذاعة الإسرائيلية الرسمية أن رئيس الوزراء الإسرائيلي ايهود أولمرت قال خلال وجوده في اليابان أمس: أن (كافة أعضاء حماس من أعلى مستوى إلى أقل مستوى سيكونون عرضة لهجمات الجيش الإسرائيلي ولا فرق بينهم).
من جهته، أكد وزير الحرب الإسرائيلي، (ايهود باراك) خلال مشاورات أمنية أجراها مع قيادة المنطقة الجنوبية في الجيش الإسرائيلي أن العملية العسكرية ضد قطاع غزة أصبحت أمراً واقعياً، وأن إسرائيل لن تتردد بالقيام بها، مشدداً على أن إسرائيل ستصل إلى كل من يطلق الصواريخ من غزة باتجاهها، وأن حركة حماس ستدفع ثمناً غالياً جراء ذلك؛ وكشف محللون عسكريون وسياسيون في التلفزيون الإسرائيلي النقاب ليلة أمس عن خطة عسكرية أمنية إسرائيلية لإضعاف ومن ثم إسقاط حكومة حماس في قطاع غزة.
وبث التلفزيون الإسرائيلي صوراً تشير إلى استخدام حركة حماس صواريخ من نوع غراد روسي الصنع في قصف مدينة عسقلان، جنوب إسرائيل، وقال: إنها تعرف بالكاتيوشا أو تشابهها كثيراً.
وأكد تقرير عسكري جرى بثه أن حماس أطلقت 4 صواريخ غراد باتجاه مدينة عسقلان (مدى يقارب 20 كم عن شمال قطاع غزة) وأن هذه الصواريخ كانت قادرة على اختراق 3 سقوف من أسقف المنازل التي سقطت عليها فيما دب الذعر الشديد وسط الإسرائيليين ما أدى إلى إصابة 60 بحالة ذعر هستيري.
وعلى الفور فتحت إسرائيل خط طوارئ للجبهة الداخلية فاتصل بالخط أكثر من 3500 مذعور من السكان والعائلات التي تبحث عن النصح.
وكشف المحلل العسكري في التلفزيون الإسرائيلي (روني دانييل) بدوره عن خطة إسرائيلية لمحاربة غزة اتفق عليها الجيش الإسرائيلي والمستوى السياسي والأمني الإسرائيلي وتتضمن مواصلة الهجوم المكثف ضد حماس دون توقف.
كما بث التلفزيون صوراً لسقوط صاروخ من نوع قسام فلسطيني الصنع بجوار وزير الأمن الداخلي الإسرائيلي (افي ديختر) لدى زيارة تضامنية قام بها إلى مدينة سديروت (هو من سكان مدينة عسقلان) وإصابة أحد حراسه بشظية في ساقه بينما بدا (ديختر) بين يدي الحارس وهو يجري يبحث عن عاصم له من الصواريخ.
أما الرئيس الإسرائيلي (شمعون بيريس) فاضطر إلى تغيير مكان هبوط طائرته حين زار سديروت خشية أن تتكرر حادثة (افي ديختر) معه.
وأكد المحلل السياسي للتلفزيون الإسرائيلي (إيهود يعاري) أن 160 ألف إسرائيلي باتوا في مدى الصواريخ الفلسطينية الآن بعد انضمام (مدينتي نتيفوت وعسقلان) إلى سديروت على خط النار.