لتقبض كفي على شواهد البياض |
المسجى على حافة النهر |
لتغمض عيوني على |
وجه لا يغيب مع الشمس |
وجه يغرس المطر في القلب |
لينمو عشباً في أجسادنا |
يعيد الزنابق إلى أرواحنا |
حين تبعثر الأيادي بقايا جثتي |
حين يتهيأ الرحيل المبكر |
للوثوب على بدايات الهذيان |
يتأرجح الجسد المستعار من نكهة الخطيئة |
بين العطش المتشدق.. بالعقوق |
وبين صرخة مثخنة.. بالشقوق |
حين استفاق الليل في شراييني |
على وجه معرج |
حين الشعر المجلو بالحناء كان يرحل |
يعبر المساء الضيق |
حين ترسم العيون الطرية |
.. رمز الغائبين عن البقاء |
.. منفى الراحلين من البكاء |
نرافق أنا وأنت |
الريح في احتضان الارتجاف |
ننعطف عن منحدر الغواية |
نسلمه شواهد النهاية |
ويسلمنا دماء راكد |
نتبادل النظرات الخرساء |
وينتابنا صمت وإعياء |
نتذكر أن مصائرنا تنفرط |
لذلك نحتفل مع العناء |
بموت جديد وليد الفناء |
موت ما زال يحترف الحياد المتعب |
موت استزاد من الليل المستريح |
موت أدمى عيون البكاء الفصيح |
أرسلنا الندم المذهول |
إلى حافة اليقين |
تحت نعال المتسولين |
نردد أغنية العابرين |
أغنية انكسرت في حناجرنا |
وانشقت إلى نصفين |
نصف يرتجب في معاطف الأوحال |
ونصف يمتد في أفق الضلال |
نلملم ما تبقى |
من السواد المزدحم في العيون |
وغادر العشب المتخثر |
إلى سنابل الروح الأليفة |
فالخطوة الأولى لا تشبه تيه البداية |
وحزن الفقد لا يشبه الهزيع الأخير |
++++++++++++++++++++++++++++ |
مصطفى عطا الله السيد |
++++++++++++++++++++++++++++ |
|
--------------------------------- |
موت حديقة |
--------------------------------- |
أرض فضاء قاحلة جرداء تعبث فيها الجرذان والحيوانات الضالة بل أصبحت مرمى للنفايات وهذه الأرض تتوسط أحد الأحياء مما ساهمت في تشويهه، الأمر الذي جعل أهل الحي يستاؤون من منظرها وما آلت إليه، فتشاوروا في أمرها وعزموا على جعلها حديقة ورافة الظلال تسر الناظرين وتضفي البهجة على القاطنين والمارين، وتكون مكاناً لقضاء وقت ممتع لروادها ليتفيؤوا ظلالها ويمتع أطفالهم بألعابها وبخاصة في عطلة نهاية الأسبوع، وبالفعل تتبدل الأرض غير الأرض والمكان غير المكان وتصبح حديقة غناء بأشجارها الباسقة من النخيل وغيرها وزهورها المتعددة الألوان كأنها لوحة رسمتها أنامل فنان بكل عناية واتقان فأخرجها للعيان وبحيرتها الهادئة التي تعدت الطيور الجميلة كالبط والأوز تروح وتغدو في غمار مياهها تؤنس الحاضرين، والأطفال يداعبونها وهم يطعمونها وهي تحييهم بأصواتها كأنها تقول لهم شكراً ضيوف كرماء في حديقتنا الغناء، لكن حال هذه الحديقة لم يدم طويلاً إذ سرعان ما امتدت إليها يد العابثين من بعض المتسكعين الذين طافوا عليها فجعلوها كالصريم فقاموا بحملة مدمرة فأحرقوا الأخضر واليابس، الأخضر من أشجارها وزهورها واليابس من مناظرها الجمالية حتى الطيور لم تسلم من أذاهم فمنها من مات ومنها من ينتظر، وانطلقوا وهم يتخافتون ألا يراهم أحد من القاطنين أو المارين فيفسد عليهم إنجازهم التاريخي ومتعتهم التي هي العبث والفساد، وعادت الجرذان لتظهر من جديد والحيوانات الضالة لتعبث فيها وتمتلئ مرة أخرى بالنفايات كل ذلك بسبب هؤلاء الذين جعلوا الخراب والتخلف شعاراً لهم، واجتمع أهل الحي والمرتادون وهم ينظرون ماذا حل بحديقتهم وقد كتب على لوحة الافتتاح التي لم تسلم من أذى تلك الفئة المتسكعة... نعلن عن (موت حديقة)؟! الزمان والمكان.. مفتوحان؟!! |
++++++++++++++++++++++++++++ |
خالد الحاجي- الرياض |
++++++++++++++++++++++++++++ |
|
--------------------------------- |
فداك أبي وأمي يا رسول الله |
--------------------------------- |
يا إلهي ما الذي يحدث |
كأني سمعت أخبارا غريبة |
حاولت أكتب عن هذه الأخبار |
لكن تلاشت عندي الكلمات |
حاولت أتصفح إحدى الصحف |
لأبحث عن الخبر! |
صفحة تلو الأخرى |
فوجدت الخبر: |
اسودت منه الأوراق |
وجرحت منه القلوب |
رسومات دمعت الأبصار من مشاهدتها. |
للأسف عبارات.. أساءت.. رسومات!! |
لأفضل البشر |
البلاد دنماركية |
والصحف في سماء الإعلام تناثرت قيودا |
سوداء اللون بلا حدود |
أقلام للإساءات تعبر: |
ونحن نقول فداك أبي وأمي يا رسول الله. |
++++++++++++++++++++++++++++ |
سلطانة الحيسوني |
++++++++++++++++++++++++++++ |
|
--------------------------------- |
ما بين اثنين |
--------------------------------- |
في مكان ما يوجد اثنان يربط بينهما خيط من دفء ونور يتغلغل في كيان الاثنين، يتسرب حتى النخاع داخلهما. اثنان يعيش كل منهما داخل الآخر، ويريد كل طرف أن يعبر للطرف الآخر عن مشاعره، فكان هذا الحوار الدافئ: |
قالت له: أحببتك نسمة رقيقة تحتضنني في هجير الحياة |
أحببتك شمعة تضيء دربي الممتلئ بظلمات اليأس |
أحببتك طوق نجاة ينقذني من هياج بحر الخوف |
أحببتك زهرة أشم فيها عبير الحياة |
احببتك لحظة صدق في دنيا الخداع |
أحببتك قلباً ينبض بين قلوب من أحجار |
أحببتك عشاً يقيني من برد الشتاء |
أحببتك قلباً يحتويني في زمن العناء |
أحببتك أنامل من حب تمسح دمعتي في البكاء |
أحببتك غدا يحارب ويناضل من أجل البقاء |
++++++++++++++++++++++++++++ |
حنان رزق أحمد |
++++++++++++++++++++++++++++ |
|
--------------------------------- |
في صحراء روحي |
--------------------------------- |
في صحراء روحي حيث لا غيم يعبث بداخله رف العصافير.. |
ولا مطر تتفتح على إيقاعه أكمام الورد عن فراشاتٍ لاهية تدنو ثم تطير..في صحراء روحي بساطٌ من النمل الأسود ينقل أشلائي إلى حيث لا يدري، يدغدغ كل المشاعر الحزينة، وينسحب كما الموج من تحت السفينة، وضباب كثيف يلف الجهات يخرج من القلب العميق مع كل زفرة من الآهات.في صحراء روحي ساعة رملية ضيّعتها فتوقفت حقبة، ثم راحت تبحث عنه ليجدها العذاب بقامته المديدة، ويرخي لها ظله لتنام، ليحسب عنها الظل الليالي ويعد الأيام، ومن وقتها أدمنت تلك الساعة الكسل، ونسيت كل اللحظات السعيدة، وتحولت إلى شجرة يرتديها الموت وحيدة في الصحراء، تكنس الريح الكثبان وتصر حبيبات الرمل بالقر والهجير وتلطمها. |
تتساقط أوراق العمر ولا قوافل، تقيل تحت الأغصان العارية، فقط هو السراب يحتل كل المساحات، وينشر عساكره المجددة بأسلحة الصمت البيضاء، التي ينعكس منها بريق من الأمل. |
++++++++++++++++++++++++++++ |
عبدالإله محمد الحسن البكار |
++++++++++++++++++++++++++++ |
|
--------------------------------- |
أيُّ ربيع بعد الخمسين؟ |
--------------------------------- |
يا من سلبتِ عقلي وفكري يا مهجتي وسلوى فؤادي أنتِ في عمري واحدة ليس لك ند أو بديل.. |
أنتِ شمس حياتي التي تبدد غسق الليل.. |
هديلك سحر حلال ما بالك يا حلوتي تبتسمين؟ لا عليك ابتسمي لكن اعذريني فإنني سأغمض عيني لئلا يخطف برق ابتسامتك بصري، أنتِ بحر شاسع المسافات أمواجك متلاطمة ومضطربة لا أعلم ماذا يحصل لك، فتارة أراك كتباع الشمس وتارة تسيرين عكس التيار لا يهم فما زلت صفحات بين يدي كل يوم أطوي صفحة منك، صفحاتك بدأت تقل وتندثر، وكعادتي لم أعر ذلك أي اهتمام لم أكن أعلم أني أدير رحى الأيام آآآه من الزمان فقد سل سيفه الغدار وسلبك مني ورحلتِ لماذا لم تخبريني أنك راحلة بلا عودة؟ تركتني هكذا؛ قلب ينزف وهم يثقل كاهلي وهبتك أغلى ما لديّ.. فهل هذا جزائي؟ |
لم أعد أقوى على فعل شيء فبركان رحيلك قتل معاني الحياة بداخلي فأصبحت بقايا حطام تعبث به أيدي الصغار وأشلاء متناثرة وأحلام مقتولة. |
نعم رحل الشباب وحل المشيب، معلناً نهايتي فقد بلغت من العمر خمسين عاماً وانقضت حلوتي أيام شبابي وقوتي أصبحت عالة على من حولي يتقاذفوني بينهم الكل يريد البعد والخلاص مني وكأني تهمة تريد الالتصاق بهم أيقنت أنها سنة الحياة حملت أشلائي وتركتهم يتمتعون بشبابهم وألقيت نفسي على قارعة الطريق، أنتظر مرور قطار الموت ليأخذني لم أعد أقوى على البقاء لأنني ورقة شجر قتلتها مخالب الخريف ولن يحييها أي ربيع؛ إذ لا وجود للربيع بعد الخمسين! |
++++++++++++++++++++++++++++ |
أمجاد بنت إبراهيم الجسَّاس – فجر |
++++++++++++++++++++++++++++ |
|
--------------------------------- |
سفر |
--------------------------------- |
أسافر.. لكنه لا يلوح من الأفق غير السراب |
والمحطات أكثر مما تصورت |
تعطل ألف قطار معي |
ولازلت في أول تلك الطريق |
كأني أسافر في عتمة لا بريق لها |
ولا شارة لمدن أوغل فيها |
كأني غريب.. |
كأن الذي أتصوره في خيالي |
سد من زمان بعيد أبيعه روحي |
كيف يمكن أن يصبح حلمي حقيقة |
وحبي حقيقة، وشوقي حقيقة |
وذاك الذي أنتظره أنا من زمان بعيد حقيقة |
كيف يمكن ذلك |
إن الذي في الطريق سراب ألملمه كلما أوغلت فيه |
كلما رمت شيئاً يعيد لي الروح محض خيال |
أحاول أن أخدع روحي به |
لكي لا أموت.. لكي لا أفقد روحي، وشوقي |
وبعض أمل هبته ذات يوم |
وأنا في الطريق إلى اللاوصول |
أمني حياتي |
أسافر.. من يسافر في سكتي |
أسافر.. وتسافر في أضلعي غربتي |
وسراباً كثيراً، كثيراً |
يلوح أمامي |
++++++++++++++++++++++++++++ |
أحمد عبدالجليل |
++++++++++++++++++++++++++++ |
|
--------------------------------- |
ما هو العيد..؟؟؟؟ |
--------------------------------- |
العيد بوابة للفرح المديد!! |
وتقبيل لرأس الأبوين الحنونين!!! |
وحنان للأطفال!!! |
واجتماع الأحبة!! |
وتصافي القلوب!! |
العيد إيناس وإحساس!! |
العيد عطف على الفقراء!! |
وتذكر البؤساء!! |
العيد هدية الحب للزوجة!! |
وتعبير بالحب الصادق لمن تلاقيه!! |
وقبلة في جبين كبار السن!! |
العيد صلة للأرحام!! |
وعطف على المساكين!! |
العيد تجديد للأمل المشرق!! |
ونبذ للعنف!! |
العيد مشاركة الأطفال في لهوهم وفرحهم الهادف!! |
العيد!!! هو العيد السعيد!! والمجد التليد!! والوطن الآمن الرغيد!! وكل عام ومليكي وولي عهده الأمين ووطني بخير!!!! |
++++++++++++++++++++++++++++ |
أحمد بن سليمان العدل - بريدة |
++++++++++++++++++++++++++++ |
|
--------------------------------- |
فجيعة |
--------------------------------- |
تمر بنا الليالي كأنها برق، وتسري في حياتنا ذكرى تلوح في الأفق، فيها وميض أمل يتدفق على عيون ساهرة، فيها أجمل الذكريات شاهد من خلالها طيف أحبة عاشوا في السنين الماضية نتذكرهم مع غروب الشمس وشروقها، نرى أطيافهم وصور وجوههم في جبين البدر، فقد كان رحيلهم فجيعة وأي فجيعة. |
فجيعة: للقلب لأنهم كانوا خفقه ونبضه. |
فجيعة: للعين لأنهم كانوا نورها. ورمشها |
فجيعة: للوفاء لأنهم ماؤه العذب الذي يسقي أزاهيره الفواحة. |
فجيعة: للعيد الذي هم سعادته، ورونقه وجماله وروعته. |
فجيعة: للبيت الطيني الذي كانوا يعطرونه، بأصواتهم ونداءاتهم التي هي على السمع مثل وقع المطر. |
فجيعة: لتلك المنارة الشامخة في وسط البيوت الطينية لأنها فقدت أحبة لها كانوا هم صداها عندما ينبعث الأذان من خلالها. |
فجيعة: لجار لم يستطع إمساك دمعة عن التدفق من عينيه برحيل أحبة كانوا جيران القلوب قبل أن يكونوا جيران المنازل. |
++++++++++++++++++++++++++++ |
مطلق عبدالله حمد آل حماد – الأفلاج |
++++++++++++++++++++++++++++ |
|
|
|