من عجائب الألفية الثالثة تلذُّذ أغلب أصحاب المال والأموال، التاجر السادي، بإيقاع الألم على المستهلك، وكذلك التلذُّذ الحاصل من قبل المستهلك، الماسوكي، نفسه بقبول الألم من أغلب أصحاب المال والأموال.
فالتاجر السادي يجد لذته فيما يزيد دخله ولا يهمه فيما يوقعه من ألم نفسي ومالي على المستهلك.
أما المستهلك الماسوكي، يعجبه ما يعامل به من قبل التاجر السادي من توفير أنواع وأصناف السلع التجارية الباهظة الثمن، لأن المستهلك الماسوكي لديه من المال، غير متعوب عليه، ما ينفقه دون تردد، وإذا لم يكن بالسعر الباهظ، يتهم التاجر السادي برداءة المنتج، وضحالة الثقافة وبعيد عن العولمة. إننا بالفعل في عصر قُلِبت لنا المفاهيم والقيم، ولازلنا نعيش في ظلها.