|
علاقة الإنسان العربي بالإبل علاقة قديمة تضرب بجذورها في أعماق التاريخ. والإبل هي رمز الخير والعطاء، والصبر والتحمل، وأحد مفاخر العرب، ورموزهم الأصيلة، وقد سخرها الله للإنسان لتكون وسيلة نقله في الأزمنة السابقة، ولقد وصف وتغنى الكثيرون من الشعراء في الزمان الماضي بالإبل، وخصوصاً الركايب منها؛ لما تتصف به من خفة ورشاقة، وقد قال فيها النابغة الذبياني: |
فلتأتينك قصائد وليركبن |
جيش إليك قوادم الأكوار |
فمن هذا المنطلق نستطيع أن نختار من موروثنا الشعبي بعضاً من النصوص الشعرية القديمة التي تعكس قيمة الركايب وقدرها عند الآباء والأجداد. |
في خفة حركتهن ومرونتهن قال محمد سعود الفيصل: |
وخلاف ذا يا راكبين السمان |
اكواعهن لازوارهن ما ينوشن |
فج العضود موردات المثاني |
بتر الفخوذ اذيالهن كنهن هن |
هجن هجاهيج خفاف سمان |
عوص على هز العصا ما يدانن |
تمايز جميل.. وتنقل أجمل في وصفها؛ حيث يقول عبدالله الأشقر: |
يا معتلين. عوب عرب مراعيب |
هيبٍ نواهيبٍ عياهيب هراب |
هبّو هبا من هاب قطع العباعيب |
باكوار كنس عنس تطرب أطراب |
ارقاب علطٍ والعلابي معاليب |
تلع المفارع فج الأكواع درّاب |
وساع الخصوص مسنسعات الغواريب |
فزر المحاصر بتر الأفخاذ حظاب |
وصف صورة للمكان باتساع أكثر.. يقول محمد الخميس الأسعدي: |
وخلاف ذا دنيت هجنن عريبات |
حيلن ربى بظهورهن الحيالي |
خمسن على عشر أمهاتن غذيات |
من يوم هن حيران يغذن هجالي |
مقيضهن بين اللصف والقريات |
ومرباعهن بسويف هو والهلالي |
شعلن شماليات هجنن سريعات |
ومحيلاتن تيهن بالمفالي |
وهنا وصف لمرواحها وفيه تصوير حركي جميل؛ حيث يقول أبو زويد: |
يا راكب اللي كنها سلوع الذيب |
حمرا ولا قط الحويّر غذي بَه |
حمرا تكصّم من عياها المصاليب |
حمرا تسوف كعوبها في سبيبه |
ويا روَّحت في سهلةٍ به ضواريب |
تطوي بيمناها والأخرى جنيبه |
وهنا تحديد لتبرير صفة السطارة، حيث يقول سليمان بن شريم: |
يا راكب حمرا براسه صطاره |
حمرا من العيرات نساع الازوار |
حمرا وتقلب عينها كالشراره |
ومن العيا فيها زعانيف وصطار |
|