القلطة واحد من أهم فنون الشعر وإرث أدبي وثقافي مهم جداً لأبناء الجزيرة العربية.. وهو من الفنون التي تتابع بمزاج عال؛ لأنه يحمل إثارة اللغز والفكر في طيات أبياته التي تبدع في صخب الملعب.. ولعل هذه السمة هي التي حفظت قيمة هذا الفن وساهمت في جعله عزيزاً على المهتمين بالشعر.
ولكن مع البث الشعبي الفضائي أصبحت القلطة أكثر من الهمّ على القلب، وعبث العرض المكرر لها بقيمتها، وباتت هذه القنوات تقدم الكثير من الشعراء (الملاقيف) - إن جاز لنا تسميتهم - والذين قفزوا إلى هذا الفن وصنفوا أنفسهم من شعرائه بل صارت محاوراتهم تبث جنباً إلى جنب مع المحاورات التي يكون أطرافها شعراء مميزين.
كثرة تقديم القلطة بهذا الشكل وعلى أي حال كانت عليه دون (فرز) الجيد من الرديء، ودون أيضاً عمل (منتجة) لبعض المحاورات التي حصلت فيها تجاوزات، بالإضافة إلى تكثيفها بشكل يدعو إلى الملل.
كل هذا سوف (ينحر) القلطة في (مقصب) البث الفضائي العشوائي.. كما أن هذا النهج أضرّ كثيراً بشعراء القلطة المعروفين؛ حيث بات المشاهد يملّ من تواجدهم بعد أن أحرقوا بالبث المكرر لهم وبكافة حالاتهم، وهذه جناية كبيرة عليهم وعلى هذا الفن.
متابع!!