لا يختلف اثنان على الدور الإنساني الكبير الذي تقوم به وتنتهجه الجمعيات والمبرات الخيرية في بلادنا الطيبة، وهذا الدور مستمد من التوجيه الرباني الذي دعا إليه الدين الإسلامي الحنيف، وقد حرصت قيادة هذا البلد المبارك على دعم ومؤازرة نشاط هذه المبرات الخيرية، وشجعت كل ميسور أن يساهم في دعمها بما يحقق التكافل الاجتماعي في المجتمع الإسلامي، ولكن الملاحظ على نشاط بعض هذه الجمعيات هو اعتمادها على قوائم المستفيدين القديمة (أكل عليها الزمن وشرب) وربما أن منهم من قضى نحبه، ومنهم من تغير حاله من العسر (فما أشبه المستفيدين من الدعم المادي من تلك الجمعيات والمبرات بالمستفيدين من العوائد السنوية)، لذا أرى أن يكون هناك أسلوب آخر في كيفية استفادة المقيدين وذلك باتباع الخطوات الآتية:

1- استمرار عملية البحث والتقصي لأحوال المستفيدين كل ستة أشهر على الأقل وإشراك المدارس في دراسة أحوال الطلاب والطالبات (المشرف الاجتماعي، المرشد الطلابي، أو من يقوم مقامهما) لتفعيل البرامج الموجودة في منظومة عمل تلك الجمعيات (كسوة الشتاء، المستلزمات المدرسية، كسوة المناسبات الدينية كالأعياد).

2- التنويع في طرق الاستفادة من الدعم المقدم من تلك الجمعيات وذلك من خلال العمل على استمرارية سريان الخدمات الأساسية (تسديد رسوم الكهرباء، الهاتف الثابت، سداد الإيجارات) أضف إلى ذلك إمكانية استيفاء المستحقات المالية للغير (الحسابات المفتوحة في مراكز التموين الغذائي وغيره) لكل مستفيد بدلا من النقد المالي.

3- التركيز على فئة الشباب وتخصيص مبالغ تسد احتياجاتهم الضرورية لنساهم في التقليل من جرائم السرقة المتفشية بين الشباب، خاصة في الآونة الأخيرة.

آمل أن تحظى هذه الرؤية باهتمام القائمين على أمر هذه الجمعيات والمبرات الخيرية.

والله من وراء القصد.