تغطية - بندر الايداء
أكدت شركة الاتصالات المتنقلة (زين) على لسان رئيسها التنفيذي أن سوق الاتصالات بالمملكة سينمو لأكثر من 140% خلال السنوات الأربع القادمة، كما أن جميع المعطيات تشير إلى خصوبة البيئة الاستثمارية في السوق السعودية.. وأوضح الدكتور مروان الأحمدي الرئيس التنفيذي ل(زين) خلال حفل اقيم احتفاء بسعادته في «أمطار» والتي يشرف عليها الاستاذ نجيب الزامل أن حجم سوق الاتصالات في السعودية الذي يقدر بأكثر من 9 مليارات دولار متجاوزاً حجم سواق بقية دول الخليج مجتمعة يتضمن مساحات كبيرة من فرص الاستثمار الواعدة في المستقبل القريب.وقال: يتمكن مستثمرو قطاع الاتصالات من رصد وتحديد حجم الفرص المتوفرة في الأسواق بالاستناد إلى عدد السكان وعدد الشركات المتنافسة في السوق إضافة إلى مستوى دخل الفرد والوضع الاقتصادي للبلد وتوقعات نموه. وتابع: مستوى الجاذبية الاستثمارية للسوق السعودي عالية والنمو فيه متزايد ولكنه لم يصل إلى مستوى التشبع في حجم الطلب العام على خدمات الاتصالات وتطبيقاتها.ولفت الأحمدي إلى أن سوق السعودي بات متحرراً بعد دخول الرخصة الثالثة بحسب القياسات العالمية، حيث إن وجود شركة واحدة في السوق يعدُّ احتكاراً ودخول شركة أخرى لن يؤثر تأثيراً كبيراً في فك الاحتكار ولكن بمجرد دخول شركة ثالثة في المنافسة فهذا مؤشر لتحرر السوق وزيادة مستوى المنافسة الأمر الذي ينعكس إيجاباً على جودة الخدمة.
خدمة التجوال الدولي
وكشف الأحمدي بأن خدمات (زين) ستغطي منطقة الخليج والشرق الأوسط من الخليج إلى المحيط ابتداء من العراق وانتهاء بسواحل المحيط الأطلسي في أقصى الغرب الإفريقي دون الحاجة لخدمة التجوال الدولي وقال: إن خدمات التجوال الدولي مكلفة للغاية ويستاء الكثير من المسافرين من ارتفاع سعرها ونظراً لاتساع تغطيتنا في هذه الدول وبناء على الرؤية المستقبلية للشركة فإننا سنتيح التجوال بين هذه الدول التي ستكون المملكة أحدها وسيتمكن المشترك من تقليص التكلفة بشكل كبير.
ونوّه إلى أن عنصر اتساع المساحة التي تغطيها شبكة زين سيضيق الخناق أمام المنافسين لتوفير مثل هذا التخفيض على خدمة التجوال.
وزاد: لن تستطيع أي شركة منافستنا في هذه الخطوة وتوقع أن تشهد أسعار خدمات الاتصالات في المملكة انخفاضاً ملحوظاً نتيجة احتدام المنافسة وقال: كلما انخفض منسوب المياه في البحيرة انخفض مستوى ارتفاع القوارب فيها، مضيفاً أن المنافسة في خدمات الاتصالات لم تعد محصورة على وجود شركات مثيلة في السوق فحسب وإنما لإسهامات التقنية العالمية دور كبير في تقليص الفرصة الربحية كالذي نشهده من انخفاض ملحوظ في مستوى الإقبال العالمي على خدمات الاتصالات الصوتية، حيث تقدم بعض المواقع الإلكترونية على شبكة الإنترنت هذه الخدمة مجاناً، مشيراً إلى أن مستخدمي أحد المواقع الإلكترونية الشهيرة تجاوز الـ200 مليون شخص يستطيعون التحدث بمكالمات صوتية مجاناً.
كما أن التغيرات في ثقافات المجتمعات لها الدور الكبير في توجيه بوصلة مجال الاستثمار وتركيزه على جانب معين، حيث تثبت الدراسات أن الإقبال متزايد على ما يعرف ب(ثقافة الإبهام) في نقل المعلومات في الاتصالات المحمولة على حساب الاتصالات الصوتية.
خبرة متراكمة وتفاؤل
بالسوق السعودي
وأكد الأحمدي أن وجود الخبرة التراكمية ل(زين) عبر عشرات السنين ومن خلال العمل في أكثر من 22 دولة حول العالم تجعلنا متفائلين بمستقبل شركتنا في السوق السعودي وقال: نحن رابع أكبر شركات اتصالات في العالم من حيث الاتساع الجغرافي ونخوض المنافسة مع أكثر من خمسين منافساً واعتدنا على التعامل مع أكثر من 22 هيئة تنظيمية للاتصالات حول العالم،كما أن الشركة تقدم الخدمات لأكثر من نصف مليار نسمة من سكان العالم.
وأضاف: بالاستناد على مستوى التنامي الكبير في معدلات ربحية الشركة ونموها نستطيع الرهان على تفوقنا في المستقبل في السوق السعودي، حيث تضاعف سهم الشركة عشر مرات حالياً مقارنة بما قبل أربع سنوات وهذا نمو يستحق التعويل عليه كما أن هذا التنامي سيجعل (زين) في 2010 تحظى بربحية داخلية تتجاوز الـ 6مليارات دولار وسنوظف هذه الأرباح في سبيل تعزيز مكانتنا التنافسية في المملكة وهو السوق الحديث لنا من خلال الرقي والسباق على توفير كل ما هو جديد وزاد: نسير وفق استراتيجيات دقيقة وذات خصوصية عالية في سبيل تحقيق تطلعاتنا وبالقياس بما لدينا من معطيات وإمكانات نستطيع رؤية ملامح النجاح في المستقبل واضحة مشددا على أن الشركة تبني تعاملاتها على أسس هويتها الداخلية الخاصة قائلاً: التزامنا بشكل كبير بهويتنا الداخلية هو سر تفوقنا وتميزنا في 22 دولة حول العالم، مشيراً إلى أن النجاح لا يأتي إلا من الإبداع والقدرة على التنفيذ في الوقت المناسب وهذا يستوجب وجود الأسس السليمة مشددا على أن الفكر الإبداعي والإتيان بما هو خافٍ وجديد ومميز هو سر التقدم.
وأضاف: لنا الفخر بأن نكون أول من أقام شبكة الجيل الثالث بالتزامن مع شبكة (ادج) في جميع أنحاء العالم وأول من أطلق خدمات الجيل الثالث في الشرق الأوسط العربي باللغة العربية وأول من أطلق خدمات رسائل متعددة الوسائط وأول من قدم خدمات البيانات عبر الهواتف المتنقلة في إشارة إلى كون الشركة سباقة دائماً إلى تقديم المنتجات والخدمات للعملاء.
كما أن الشركة تعكف منذ ثلاث سنوات على زيادة مطابقة حوكمة الشركة للتوافق والتلاءم مع الحوكمة والنظام العالمي بشكل أدق.
أما فيما يخص التغطية أوضح الاحمدي أن الشركة ستغطي 95% من المملكة بإذن الله عند إطلاق الخدمة وستشمل 34 مدينة بالإضافة إلى 4000 كلم من الطرق السريعة.
وزاد: نحن لسنا في عصر الأكبر والأصغر في المقارنات إنما في عصر من هو الأسرع والأفضل ونقول الميدان يا حميدان.
تجربة الحكومة الإليكترونية
واستشهد الأحمدي بتجربة الحكومة الإلكترونية بالمملكة التي قال: إنها مازالت بحاجة إلى التطوير الفعلي للتقنية وتسخيرها للخروج بخدمات جديدة بدلاً من نقل الإجراءات الحكومية إلى تعاملات الإلكترونية بالتطبيق التقني فقط، وقال: إيجابيات الخطوة محصورة في فتح أبواب الدائرة الحكومية على مدار اليوم (إلكترونيا) دون تغيير في آليات وإجراءات التعامل وتابع: في كندا على سبيل المثال لا الحصر تجاوزا هذه المرحلة بالابتكار الفكري، حيث يمكن لك إلغاء فعالية جميع بطاقاتك الائتمانية وبطاقتك الشخصية وجواز سفرك وغيرها من الأوراق المهمة في حال فقدانها من خلال الدخول على قاعدة بيانية مخزنة مسبقة تسمى (المحفظة المفقودة) ومن ثم القيام بإبطال مفعولها وسد الطريق في وجه أي محاولات لاستخدامها حتى لو كان بعد ثوان من فقدانها ويمكنك في نفس الوقت التقدم بطلب بدل الفاقد من الإثباتات والبطاقات إلكترونياً وهذا تطوير ونقلة جديدة أتت بإسهام من عوامل الإبداع المعرفي.
وأشار الاحمدي إلى أن الاتصالات في الوقت الحاضر أداة للكثير من الأغراض العامة النافعة في الدول المتقدمة والدول الفقيرة ذات الدخل البسيط على حد سواء، حيث أثبتت الدراسات أن الاتصالات أداة فعالة لزيادة الإنتاجية وزيادة دخل الفرد وقال: إن كل إنشاء لـ 100 خط متنقل جديد يضيف في دخل الفرد ما نسبته 65.%.
وزاد: يمكن لمزارع بسيط في بلد كبير ومترامي الأطراف مثل الكونغو أن يحدد موقع السعر المناسب لمحصوله من خلال إجراء اتصالات هاتفية دون الضرورة لتكبد عناء التنقل في مثل هذا البلد الذي لا تتجاوز فيه الطرق المعبدة 300كلم.
وأضاف: أثبتت الدراسات أنه في الدول المتقدمة ذات النمو الاقتصادي الكبير يعزى ثلث هذا النمو للاستثمار في مجالات الاتصالات.
التهيؤ للسعودة..
والمسئولية الاجتماعية
وأكد الاحمدي أن هوية زين تفرض عليها الالتزام بمسئولياتها تجاه الأطراف الأخرى رغم صعوبتها في بعض الأحيان، حيث إن لدينا معايير للمسئولية الاجتماعية وملتزمون بها على أكمل وجه وقال: رغم أن نسبة السعودة المفروضة علينا حوالي 35% إلا أننا خططنا في الشركة وفرضنا على أنفسنا أن تكون 70% عند بداية التشغيل ونستهدف ما نسبته 95% خلال الخمس سنوات القادمة.
وأوضح أن للشركة إسهامات عدة في مجال التعليم والتدريب، حيث أبرمت عدة اتفاقيات مع كلا من جامعة الملك سعود بالرياض وجامعة الملك عبد العزيز بجدة ومعهد التعليم المهني والفني بغرض إنشاء الشراكات المناسبة للتوفيق بين مخرجات التعليم ومستويات التقنية المستخدمة بحيث يتمكن الطالب مباشرة عمله فور تخرجه، مضيفاً أن الشركة ترحب بأي مبادرات ومشاريع مقترحة وعلى استعداد تام للقيام بما يسهم في ارتقاء بيئة الاتصالات في المملكة.
ووصف الأحمدي العصر الحالي بعصر (جنة المستهلك) في ظل انفتاح الاقتصاديات وزيادة تحرر الأسواق العالمية واحتدام المنافسة الأمر الذي يصب شكلاً ومضموناً في سعر وجودة أداء الخدمات الموفرة للمستهلك وقال: المنافسة بالفعل دمرت الحدود.
التزوير ومشكلات الغش التجاري
وفي سؤال عن كيفية التعاطي مع مشكلات الغش مثل تزوير بطاقات الشحن الذي لوحظ مؤخراً أفاد الاحمدي أن التوجه العالمي في الهواتف ذات الدفع المسبوق يتجه نحو إلغاء الشحن عبر البطاقات التقليدية والاعتماد على الشحن الإلكتروني عن طريق الموقع الإلكتروني.
وعن عدم مصداقية معظم الإعلانات التجارية لشركات الاتصالات أكد الاحمدي أن (زين) تجتهد في إيصال المعلومات عن طريق الإعلانات التجارية بدقة متناهية وبمصداقية عالية سواء في سعر الخدمة أو أدائها ومستوى جودتها.
وقال: رصدت هيئة الاتصالات إعلانات مضللة من قبل إحدى شركات الاتصالات وتم التعامل بمنعها قانونياً وأنا أعتقد أن مستوى الرقابة عالٍ ولن يسمح بهكذا تصرفات مشددا على إنها ظاهرة عالمية وليست مقتصرة على النطاق المحلي فقط.