طهران - أحمد مصطفى
تواصل وسائل الإعلام المرتبطة بحكومة الرئيس نجاد في إيران بقرع الطبول ابتهاجا ب(النصر النووي) وهو السبب الذي لاقي سخرية من غرمائهم الإصلاحيين وخصوم الرئيس نجاد في الداخل؛ (النصر النووي) وهو مصطلح جديد اشتغلت عليه وسائل الإعلام الإيرانية بعد سويعات من إصدار البرادعي لتقريره حول ملف إيران النووي؛ والحقيقة أن هناك قراءات متعددة لتقرير البرادعي الذي جاء بطريقة (إرضاء) لجميع الأطراف المتخاصمة: فأمريكا وجدت لها هامشا واسعا في التقرير الجديد لاجل العمل على فرض القرار الثالث ذلك ان تقرير البرادعي ابقى الباب مفتوحا لفرض مزيد من العقوبات على إيران بعد أن أعلن: أن الوكالة لم تصل إلى مرحلة الثقة والاطمئنان الكامل لبرنامج إيران النووي؛ كما أن إيران منعت المفتشين من دخول بعض المواقع إضافة إلى قلق الوكالة من مشروع إيران الصاروخي الجديد في إشارة إلى الصاروخ الذي أطلقته إيران إلى الفضاء مؤخرا). وعلي حد تعبير صحيفة اعتماد ملي الإصلاحية (الثقة الوطنية): أن تقرير البرادعي الأخير مثلما قضي على هواجس قديمة فتح الباب مجددا لاتهامات جديدة)، كما اتهم المسؤول الإيراني السابق عن ملف إيران النووي البرادعي بأن تقريره ازدواجي فهو لا يميل إلى جانب إيران بل وقف على مسافة متساوية من الأطراف الأخرى). إلا أن الرئيس نجاد واصل الأفراح والقاء الكلمات الحماسية بمناسبة النصر النووي واكد: أن إيران كسرت هيبة واشنطن والدول الغربية في تقرير البرادعي الأخير. وقال أحمدي نجاد في كلمة في المؤتمر الثاني لأبحاث عاشوراء: ان كل قوى العالم قد اجتمعت في الموضوع النووي الإيراني لفرض إرادتها على إيران إلا أن شعبنا ليس فقط لم يستجب لإرادتهم بل فرض هو إرادته عليهم). وأضاف (ان االعدو استنفد جميع طاقاته حتى لا يسمح للشعب الإيراني بتحقيق هذا النصر الكبير). وأكد نجاد: انني أعلن أن الانتصارات ستتحقق - بعون الله تعالى - الواحد تلو الآخر، ويجب أن أقول هنا ان انتصارنا يختلف عن انتصار الماديين لأن انتصارنا يقود البشرية إلى السعادة).
وتطرق الرئيس نجاد في جانب آخر من كلمته إلى وجود القوى العظمى في العراق وأفغانستان، موضحا أن القوى العظمى جاءت إلى المنطقة بكل ثقلها وجميع إمكاناتها الإعلامية والسياسية والعسكرية لتحول دون أن تتحول إيران إلى بلد نووي. من جانبه أكد حداد عادل: أن مجلس الأمن سيصوت على قرار ثالث للعقوبات ضد إيران واضاف: في اعتقادي: أن أمريكا ستلجأ إلى إصدار قرار ثالث للعقوبات لأنها تريد استثمار ذلك في الأوساط الداخلية لتحريك عجلة الانتخابات الأمريكية كما أن ذلك سيترك آثارا سلبية على انتخابات إيران) وقال: ان أمريكا تتحرك وفق اجندتها وتفرض إرادتها على مجلس الأمن إلا أننا سنقف أمام كل قرار أمريكي وسوف لن يكون هناك اثر لأي قرار أمريكي للعقوبات كما أن شعبنا سيتحرك إلى الانتخابات ولن تكون هناك نتائج سلبية). ويقول اقازاده رئيس منظمة الطاقة الذرية ان الضغوط السياسية لأمريكا ستتزايد في المجال النووي خلال الأيام والأشهر القادمة؛ وأضاف أن أمريكا تعمل على ممارسة المزيد من الضغوط كما أن «إسرائيل» حشدت كل إمكاناتها ضدنا وصرح نائب الرئيس الإيراني: ان أمريكا وحلفاءها تحاول كذلك التقليل من مكانة وأهمية تقرير البرادعي وتوقع بأنهم سيعملون على إثارة أجواء إعلامية واسعة ضد إيران حتى في الاجتماع القادم لمجلس الحكام الذي سيعقد في الثالث من آذار القادم في فيينا.. في السياق ذاته طالب محسن رضائي سكرتير مجمع تشخيص مصلحة بعدم نسيان النقاط السلبية وخاصة أزمة الصواريخ التي ذكرها البرادعي لأنها تشكل فتنة جديدة في الوكالة الدولية ضد إيران.