برلين - الخرطوم - عمان - كوبنهاجن - الوكالات

دعا وزير الداخلية الألماني فولفغانغ شويبل أمس الأربعاء (كل الصحف الأوروبية) إلى نشر الرسوم الكاريكاتورية المسيئة للنبي محمد عليه الصلاة والسلام على غرار الصحافة الدنماركية، وذلك دفاعاً عن حرية الصحافة.

وصرح الوزير الألماني لمجلة (دي تسايت) أنه (في الواقع، على كل الصحف الأوروبية أن تنشر تلك الرسوم الكاريكاتورية مع هذا التوضيح: نعتبر أنها تثير الشفقة، لكن اللجوء إلى العنف رداً على ممارسة حرية الصحافة ليس مبرراً).

ونشرت سبع عشرة صحيفة دنماركية في منتصف شباط- فبراير رسماً كاريكاتورياً مسيئاً للنبي محمد صلى الله عليه وسلم تحت شعار حرية التعبير.

وتم هذا الأمر تضامناً مع صاحب الرسم الذي استهدفته محاولة اغتيال تم إحباطها، وفق الشرطة. وأعرب الوزير الألماني عن (احترامه) لقرار الصحافة الدنماركية، الذي يظهر أن الصحف رفضت (الانجرار إلى الانقسام).

وسبق أن نشر الرسم الكاريكاتوري المسيء مع 11 أخرى العام 2005، ما أثار استياء المسلمين في أنحاء العالم. إلى ذلك تظاهر آلاف السودانيين أمس في الخرطوم ضد الدنمارك احتجاجاً على الرسوم المسيئة. وطالب المشاركون في التظاهرة التي نظمتها مجموعات إسلامية عدة، بقطع العلاقات الدبلوماسية مع الدنمارك، مرحبين بقرار السودان مقاطعة المنتجات الدنماركية.

وخاطب الرئيس السوداني عمر البشير المتظاهرين داعياً المسلمين في العالم أجمع إلى التمثل بالسودان ومقاطعة البضائع والشركات والشخصيات والمؤسسات الدنماركية، بحسب ما نقلت عنه وكالة الأنباء السودانية الرسمية. وأكد البشير (عدم السماح لأي دنماركي أن تدنس قدمه أرض السودان).

وتساءل البشير لماذا التطاول على الرسول (عليه السلام) في الوقت الذي ترخص فيه دماء وأعراض المسلمين في فلسطين والعراق وأفغانستان والبوسنة، داعياً إلى (تحرير القدس ليس عبر الحوار وإنما بالجهاد الذي أصبح فرض عين).

وقال شهود لوكالة فرانس برس إن نحو عشرة آلاف شخص شاركوا في التظاهرة، فيما قدر مراقبون عددهم بما بين 15 وعشرين ألفاً. وحمل الحشد الغاضب لافتات كتب عليها (نضحي بحياتنا من أجل محمد) و(قاطعوا البضائع الدنماركية). وكانت السفارات الغربية نبهت مواطنيها إلى الابتعاد من التظاهرة. وأعلنت وزارة التجارة الخارجية في السودان الاثنين مقاطعة المنتجات الدنماركية. من جهتها دعت وسائل إعلام أردنية أمس الصحافة العربية والإسلامية إلى الانضمام إلى حملة مشتركة احتجاجاً على إعادة نشر الرسوم.

ودعا زكريا الشيخ، مسؤول الحملة التي أطلق عليها (رسول الله يوحدنا)، خلال مؤتمر صحافي في عمان (الدول العربية والإسلامية لرفع الصوت والاتحاد من خلال الإعلام للرد على الهجمة على الرسول الكريم).

وشاركت نحو 30 صحيفة وموقعاً إلكترونياً وإذاعة أردنية في الحملة من خلال الصدور بصورة موحدة وعناوين موحدة وتغطية إعلامية خاصة أمس الأربعاء. وقال الشيخ رئيس تحرير موقع (الحقيقة الدولية) الإلكتروني، أن إعادة نشر الرسوم الكاريكاتورية تحت مبرر حرية التعبير هو (انتهاك صارخ وواضح ومباشر لحرية التعبير). وأضاف أن (هذه الممارسات لا تمت إلى حرية التعبير بصلة وإنما هي اختطاف لأداة الصحافة بهدف تنفيذ وتمرير مخططات مسيحيين متصهينين).

ودعت وسائل الإعلام الأردنية المشاركة في الحملة (الإعلام العربي والإسلامي والعالمي أن يتحد في إحباط محاولات إثارة الفتن بين اتباع الديانات الأخرى وأن تضطلع بمسؤوليتها من خلال حملات توعوية مستمرة لتعزيز روح التسامح بين الشعوب والأمم).

من ناحيتها قالت شركة أرلا الدنماركية السويدية لمنتجات الألبان أمس إنها ستخفض إنتاجها بعد أن أدى الغضب في الدول الإسلامية بسبب إعادة نشر رسوم مسيئة للنبي محمد عليه السلام إلى الإضرار بالطلب. والشرق الأوسط هو أهم سوق للمجموعة خارج أوروبا.

وقالت أرلا فودز التي تشمل منتجاتها زبد لورباك وجبن ابيتينا إنها ستخفض إنتاجها بمقدار نحو 150 طناً أسبوعياً في مصنع بسليف لمنتجات الألبان في شمال غرب الدنمارك. وينتج المصنع حالياً ما بين 550 و650 طناً.