فنومبينه - رويترز

اصطحب كبير المعذبين في نظام الخمير الحمر الكمبودي السابق القضاة الذين سيحاكمونه بتهمة ارتكاب جرائم ضد الإنسانية في جولة أمس في أنحاء السجن الذي قُتل فيه تحت إشرافه نحو 14 ألفاً من المعارضين للنظام الثوري القاسي.. ومُنع الصحفيون أمس من دخول مدرسة تيول سلينج الثانوية التي تحولت إلى السجن (اس-21) التابع للخمير الحمر لكن القضاة ومسؤولين آخرين في المحكمة التي تدعمها الأمم المتحدة التي ستُحاكم أتباع بول بوت زعيم الخمير الحمر جالوا في السجن الذي تحول الآن إلى متحف عُلقت على جدرانه صور السجناء المذعورين.. وكانت حجرات السجن السابق ولها أرضيات أسمنتية خشنة على بعضها آثار دماء متجلط لا تحوي في الأغلب سوى أسرَّة حديدية عارية وآلات التعذيب.

دخل هذا السجن رجال ونساء بل وأطفال وقلة من الأجانب اتهموا بأنهم جواسيس لوكالة المخابرات المركزية الأمريكية (سي.اي.ايه).

عذبوا وأجبروا على كتابة الاعترافات واحداً تلو الآخر.. والكثير منها موثق.. إلى أن يرضى السجانون.

وقتلت فيما بعد الغالبية العظمى ولم ينج سوى قلة تُعد على أصابع الأيدي حين غزا جيش فيتنامي البلاد وسيطر على المدينة في يناير - كانون الثاني عام 1979 منهياً ثورة الخمير الحمر لإقامة (مدينة زراعية فاضلة).

وقتل نحو 1.7 مليون شخص أو مات نتيجة الإجهاد في العمل أو الجوع أو الأمراض خلال حكم الخمير الحمر الذي دام أربع سنوات وكان الغرض من جولة القضاة في السجن إعطاءهم لمحة عما حدث في تلك السنوات. وقال شهود إن مصورين تابعين للمحكمة التي تبدأ محاكماتها الفعلية في يوليو - تموز صوروا كبير معذبي الخمير الحمر كاينج جويك إيف (66 عاماً) وهو يحكي قصة السجن الذي أداره لنظام الخمير الحمر واحتفظ فيه بسجلات دقيقة.