Al Jazirah NewsPaper Thursday  28/02/2008 G Issue 12936
الخميس 21 صفر 1429   العدد  12936

نبع الهدى

 

مِن أبي أنت وأمي أقرب

لك في قلبي مكان أرحبُ

يا حبيباً نقش الحب على

كل قلب للهدى ينتسبُ

قلب مَن يهواك قلبٌ ثابتٌ

وسواه بالهوى يضطربُ

إن سلا قلب امرئ عن حبه

ليس يسلو عنك قلبٌ قُلب

قد بذرتَ الحب في أعماقنا

منذ كنا فهو فيها يُخصبُ

كلما لامسه من هذيكم

وابل ظل بها يَعْشوشِبُ

يتنامى ذلك الحبُّ وإن

باعدت بين مُنانا الحِقبُ

يا رسول الله يا خير الورى

منذ كان الخلق حتى يذهبوا

أيها المبعوث فينا رحمة

أنت في الرحمة أُمٌّ وأبُ

لم يكن للعُرْب شأن في الدنى

ثم لما جئت عزَّ العَرَبُ

جئت للدنيا فضاءت واهتدت

مثلما ضاء بليلٍ كوكب

شعّ من مكة نورٌ وهدى

فاستضاءت من سناه يثرب

واهتدت منه بلادٌ وقرى

ما طواه مشرقٌ أو مغرب

وسعت نحوك أفواجهم

تستقي منك الهدى أو تشرب

يا رسول الله يا نبع الهدى

طاب للأجيال منه المشرب

لم يزل نبعك عذباً صافياً

كلما يُنْهَلُ منه يَعْذبُ

لم يزل يسقي الذي يرتاده

وعلى طول المدى لا ينضب

يا رسول الله إنَّا أُمَّةٌ

عاث من بعدك فيها الثعلبُ

مَن يهابون لقانا زمناً

ها هم اليوم علينا وثبوا

ولدينا من بني جلدتنا

من نأوا عن نهجنا واستغربوا

تبعوا الأعداء جهلاً وهوى

فهمُ الرأسُ وقومي الذنَبُ

ذلَّت الأُمَّةُ لما تركت

ذروة الدين وقامت تَشْجُبُ

يا رسول الله عذراً إننا

قد خشينا القوم لما استَكْلبوا

خسئ الكفار مهما سخروا

وبأحقاد هواهم عُذِّبُوا

ليس تؤذيك أباطيلهم

لو تمادوا في الأذى واسترهبوا

أنت كالشمس علوّاً وسناً

سيُعَنِّي قاصديها التعبُ

كلما حاول وغْدٌ قذفها

قذفته بلظاها الشهب

ليس بدعاً أن يرى ذو سؤدد

شانئاً يشتمه أو يثلب

فلقد لاقيت أصناف الأذى

من بني قومك لما كَذَّبوا

إن يكيدوا لك كيداً رُدَّ في

نحرهم ما جمعوا أو أجلبوا

حسبك الله وكيلاً ناصراً

فإليه الملتجا والمهربُ

شعر فهد بن علي العبودي

الدلم

ص. ب: 1690- الدلم: 11992


 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد