مِن أبي أنت وأمي أقرب |
لك في قلبي مكان أرحبُ |
يا حبيباً نقش الحب على |
كل قلب للهدى ينتسبُ |
قلب مَن يهواك قلبٌ ثابتٌ |
وسواه بالهوى يضطربُ |
إن سلا قلب امرئ عن حبه |
ليس يسلو عنك قلبٌ قُلب |
قد بذرتَ الحب في أعماقنا |
منذ كنا فهو فيها يُخصبُ |
كلما لامسه من هذيكم |
وابل ظل بها يَعْشوشِبُ |
يتنامى ذلك الحبُّ وإن |
باعدت بين مُنانا الحِقبُ |
يا رسول الله يا خير الورى |
منذ كان الخلق حتى يذهبوا |
أيها المبعوث فينا رحمة |
أنت في الرحمة أُمٌّ وأبُ |
لم يكن للعُرْب شأن في الدنى |
ثم لما جئت عزَّ العَرَبُ |
جئت للدنيا فضاءت واهتدت |
مثلما ضاء بليلٍ كوكب |
شعّ من مكة نورٌ وهدى |
فاستضاءت من سناه يثرب |
واهتدت منه بلادٌ وقرى |
ما طواه مشرقٌ أو مغرب |
وسعت نحوك أفواجهم |
تستقي منك الهدى أو تشرب |
يا رسول الله يا نبع الهدى |
طاب للأجيال منه المشرب |
لم يزل نبعك عذباً صافياً |
كلما يُنْهَلُ منه يَعْذبُ |
لم يزل يسقي الذي يرتاده |
وعلى طول المدى لا ينضب |
يا رسول الله إنَّا أُمَّةٌ |
عاث من بعدك فيها الثعلبُ |
مَن يهابون لقانا زمناً |
ها هم اليوم علينا وثبوا |
ولدينا من بني جلدتنا |
من نأوا عن نهجنا واستغربوا |
تبعوا الأعداء جهلاً وهوى |
فهمُ الرأسُ وقومي الذنَبُ |
ذلَّت الأُمَّةُ لما تركت |
ذروة الدين وقامت تَشْجُبُ |
يا رسول الله عذراً إننا |
قد خشينا القوم لما استَكْلبوا |
خسئ الكفار مهما سخروا |
وبأحقاد هواهم عُذِّبُوا |
ليس تؤذيك أباطيلهم |
لو تمادوا في الأذى واسترهبوا |
أنت كالشمس علوّاً وسناً |
سيُعَنِّي قاصديها التعبُ |
كلما حاول وغْدٌ قذفها |
قذفته بلظاها الشهب |
ليس بدعاً أن يرى ذو سؤدد |
شانئاً يشتمه أو يثلب |
فلقد لاقيت أصناف الأذى |
من بني قومك لما كَذَّبوا |
إن يكيدوا لك كيداً رُدَّ في |
نحرهم ما جمعوا أو أجلبوا |
حسبك الله وكيلاً ناصراً |
فإليه الملتجا والمهربُ |
شعر فهد بن علي العبودي |
الدلم |
ص. ب: 1690- الدلم: 11992 |
|