حليب سكر كريمة ثلج ثم اضربيهم في الخلاط حتى تظهر الرغوة ثم اشربهم..!
أبدا أنا هنا لا أمزح ولكن حياتنا أصبحت مِلك شيك لها نكهات عديدة ولكنها تسير إلى نفس الاتجاه أصبحنا نضرب كل شيء بالخلاط!!
ومن ضمن مقادير حياتنا تعدد الوجوه وتعدد الشخصيات ولكن للأسف عدم تفرغنا أصبح عائقاً لنتحمل أدواراً أكثر.
نستهزئ بالغرب وبتفرقتهم العنصرية وبأننا فضلنا الله عليهم بمبادئنا وبأخلاقياتنا وحينما تثار قضايا النسب تظهر تلك المخالب التي كنا نخفيها بشرائط وردية ننثر جميع ملامحنا المكفهرة
ثم نبدأ بالصراع..؟!!
أذكر قصة وقعت حديثاً وهي أن فتاة عقدة قرانها في حضن الفرحة كان والدها معجباً جداً بالشاب.. وكانت الأم تتراقص على أوتار عمر ابنتها الجديد, ويا للقدر تكتمل خيوط الحكاية الساخرة وهي التي تظهر عدم تكافؤ النسب ولكن تم الاكتشاف بعد الزواج تتحول المشاعر فجأة وتتمحور بدقة هزيلة كيف للحب بأن يتحول فجأة للكره وكيف للاحترام أن يكون احتقاراً..!!!!!؟
هي العادات الضحلة!
ذاك الشاب تحول إلى وحش يريد بكل ثقة سرقة (الجميلة) ألف فكرة تجول بالخاطر وتنتهي بورقة معمدة من قاضٍ أبداً لم يدقق بالتفاصيل ولم يحاول كالعادة أن يحل القضية بود بل بالعكس أنا أجزم بأن القاضي ساعدهم على قرارهم الصائب بنظرهم منحهم رصاصة الرحمة كي تستقر بمستقبل الفتاة التي لا حول لها ولا قوة.
هي عادات القبيلة..
الطلاق أصبح في نظرهم أجمل بكثير من الزواج بشخص والعياذ بالله لا ينتسب (للقبيلة) لو كان ذاك الفتى سكّيراً لمنحوه فرصة!
مقلب آخر من مقالب الحياة..!
كم نحن بسيطين جداً
نكتفي بمقولات الغير فقط ثم نسير عليها بخطوات مدروسة على خط حياتنا الرفيع
كانت الحدود ترغمنا على الصمت
وأصبحت الحدود ترغمنا على الكلام!
في ازدحام الشوارع الجميع يعبرون الطريق باتجاه واحد وكأني أسأل نفسي لماذا لا يلغون إشارات المرور؟
وعندما أضع رأسي ولا أستطيع النوم أسأل نفسي مرةً أخرى لماذا لا يمنعون القهوة؟!!
وكأن الكفر أصبح يلاحقنا ونحن لا نعلم يظهر لنا في الخفية وحينما نرفض الاستسلام للأعراف
لماذا يعشموننا بالحرية..
نملك المفتاح لقفل مكسور!
يكفينا من العرف وشاح ومنديل أحمر
وعباءة لشيخ يبكي كل مساء لا يملك سوى انكسار
ودعوة في ظهر الغيب أن يسامحه الله على أشياء لم يعرف كيف ارتكبها
وأرواح لم تجد الحفر المناسبة كي تتلبسها مازالت تهيم في خلاء باردة
شواهد القبور مازالت تنتظر
تبحث عن أشخاص أكثر احتراما كي تفخر بموتهم في أحضانها..!!؟
والنسيان أسهل طريقة للحياة...
الحياة عادات قبيلة وأحكام طائفية وتقاليد مومياء
والحياة مجرد حلم..!!
سارة الزنيدي - عنيزة