لم يخطر في بالي وأنا أدلف إلى صالة مركز الأمير فيصل بن فهد للفنون التشكيلية بمعهد العاصمة النموذجي التي تحتضن المعرض الرابع للتشكيليات، أقول لم يخطر في بالي فعلاً أن أجد كل هذه الاحتفالية الصاخبة باللون لقد دهشت بالمستوى الفني والتقني لعدد كبير من الأعمال المعروضة وما أدهشني أكثر هو هذه الكوكبة من الأسماء الجديدة التي اقتحمت الساحة هذه المرة فعدا حميدة السنان وبدرية الناصر ومسعودة قربان وإيمان حبيب ووسمية العشيوي تظل معظم الأسماء جديدة أو عمرها الفني قصير جدا وبلا شك فإن ذلك مؤشر جمالي جميل.
أعود للمعرض الذي قدم نقل نوعية واعية في المسار التشكيلي المحلي على الرغم من الغياب الكبير للأسماء التي كان لها حضورها الثابت في دورات المعرض الثلاث الماضية.
ما يميز هذا المعرض أيضا هو هذا الحضور اللوني المدهش فالمتأمل لأعمال تغريد الجدعاني وأمل فلمبان وعواطف آل صفوان وهدى جبلاوي وأمينة الزهراني وغادة آل حسن وداليا اليحيا ومن قبلهم التشكيلية الحاضرة دائما حميدة السنان يجد احتفالية غير عادية باللون الذي يؤكد في كل مرة أنه سيد اللوحة ثم أن المعرض بكل معطياته تميز بحضور الجرأة في الطرح سواء من حيث المضامين والأفكار والرؤى أو من خلال التقنية خصوصا الحلول الجريئة للون وبالتالي استطاع عدد كبير من المشاركات تجاوز رهبة التعامل مع اللون بالذات بل إن البعض فرض سيطرته الكاملة على سطح اللوحة من خلال هذه التوليفة اللونية الجريئة كما في أعمال تغريد الجدعاني وعواطف آل صفوان وهدى جبلاوي وغادة آل حسن وداليا اليحيى إضافة إلى صاحبة الخبرة الأكثر حميدة السنان.
ميزة أخرى تضاف إلى حسنات هذا المعرض وهي حضور الأسلوب التجريدي بشكل لافت وواع كما في طرح القادمات بقوة سارة الوشمي وخلود البقمي ومنى القرني وحياة مغربي وإيمان الحبيب بطرحها المبسط والمعتاد الذي وظفت فيه الخامة المحببة لها الرمل الأبيض.
وباستعراض الأعمال التي منحتها لجنة التحكيم جوائز الاقتناء وجد أنها فعلا تستحق إلا أن في القاعة أعمالا أخرى تستحق هي الأخرى كما في أعمال نادية الحميد التي وظفت وسائط عدة وخامات متعددة ونورة النهاري المجتهدة وخلود آل سالم وغيرهن.
أما بدرية الناصر صاحبة الخبرة الطولية وحنان حلواني أيضا فقد جاءت أعمالهن هذه المرة اجترار لمشاركات سابقة لا جديد فيها ولا تشويق:
عموما وبشكل عام المعرض قدم نقلة مميزة في الحراك التشكيلي بشقه النسائي وإن كانت هذه التسمية (مجال خلاف) إلا أن التشكيليات تميزن هذه المرة بالوصول إلى حلول لونية أكثر شمولية وجرأة ومضامين وأفكار ورؤى تغوص في الهم الإنساني وتتعايش مع معطيات العصر بشكل لم يفقدها الأصالة وعنصر التشويق.