استشهد أحد التشكيليين خلال اتصاله بالصفحة بالمثل القائل (محدن درى عنك ياللي تغمز بالظلام) قصد منه المتصل أن هناك كثيرا من التشكيليين والتشكيليات ليس لهم حظ بالمتابعات الصحفية التي تقدمهم للجمهور، فمهما عملوا من جهود لا يشاهدها الآخرون.

هذا العتب نتلقاه بشكل مستمر خصوصا من التشكيليين الشباب، وبما أن القضية تخص الإعلام التشكيلي وأهمية وصوله للجميع فعلينا تبرير ما يمكن أن نتهم به خصوصا في الصفحات التشكيلية بجريدة الجزيرة التي تعتز بخدمتها لهذا الفن على مدى أكثر من ربع قرن ولا زالت تسهم بكل ما يخدم نشاط الساحة الرسمي والعام، لنستهل التبرير بالعتب المعاكس تجاه التشكيليين فالمحرر أو الصحفي في أي جريدة لا يمكن أن يلم بكل جديد في هذا النشاط الديناميكي نتيجة تحركه السريع وكثافة المناسبات التشكيلية، لهذا فهناك الكثير من الأسباب التي نضعها أمام الفنانين وأمام هذا الفنان الرائع الذي نعتذر عن ذكر اسمه حتى لا يفهم البعض أن اتصاله استجداء للصحافة وهذا ما لا نضعه في اعتبارنا من أي فنان أو فنانه بقدر ما نمنحه التقدير والاحترام.

نعود للقول إن الصفحات التشكيلية ليست ملكا لمحرريها وإنما هي جسر بين المبدعين وبين الرأي العام الذي يمثله القراء بمختلف ميولهم، مما يعني أهمية مبادرة الفنانين بالاتصال بالصحف لبناء جسر تواصل من خلال تزويد الصحافة بكل جديد وفي مقدمتها ملف يشمل السيرة الذاتية وصور الأعمال، هذا من الجانب الفردي أما ما يتعلق بالمعارض الجماعية فالعتب على من تولوا أمر إعدادها وتنظيمها وإغفالهم تزويد الصحف بالبيانات الصحفية أو التقارير الشاملة عن المعرض قبل إقامة المعرض بوقت كاف للنشر، فليس كل الصحفيين متخصصين في هذا المجال فمعرفتهم عن المعرض لا تتعدى حدود الخبر وتغطية الافتتاح.

ومن المؤسف أن نتلقى رسائل عبر الايميل من قاعات عربية وخليجية وأخرى عربية في دول عالمية تحمل خبرا عن المعارض التي ستقام بها قبل افتتاحها بأسبوع كما نتلقى متابعة للخبر وللمعرض خلال أيام عرضه، في الوقت الذي لا نعلم عن معرض يقام في الرياض إلا يوم افتتاحه مع ما يتبع ذلك من عتب على عدم تغطيته أو نشر خبر مسبق عنه.

لهذا نقول إن التعاون أمر مطلوب بين الفنانين وبين الصحف التي أفردت لهذا الفن صفحات متخصصة ففي تزويد الفنان للصحيفة بكل جديد من صور أعماله سيحقق له تحديث أرشيفه، كما نؤكد أننا عبر هذه الصفحة وصفحة الفن التشكيلي بالمجلة الثقافية التي تصدر يوم الاثنين على استعداد للتواصل مع مختلف فئات الساحة التشكيلية في جانب الخبر أو الرأي أو نشر آخر إنتاج الفنانين إضافة إلى قبول الرأي المكتوب حول أي طرح أو موضوع ينشر في هاتين الصفحتين.