إن كان التاريخ عبر صفحاته البيضاء الناصعة يتحدث عن نساء عربيات ومسلمات سجلن لأنفسهن مجدًا من خلال أعمال فريدة فذة بقدرات خارقة، وإذا كان الرواة عبر الزمن قد دونوا وتحدثوا عن نساء ماجدات حققن لأنفسهن وأسرهن ومجتمعهن أمجادًا تتحدث عنها الركبان، وتكتب في بطون الكتب، فإني هنا أجد نفسي تواقة لأدون لكم أفعالاً طيبة وسيرة حميدة لامرأة ليست بعيدة مني، هي السيدة الفاضلة (أم محمد) التي احتفلت بها قبل أيام إحدى جمعيات تحفيظ القرآن، وقد ختمت حفظ القرآن الكريم كاملاً وأجادت تلاوته رغم أنها لم تدخل أي مدرسة سوى مدرسة مسجد الحي التي تتعلم فيها أصول دينها وأحكام الشريعة على يد عدد من المعلمات المجتهدات المتطوعات في حلقات المسجد.
أم محمد هذه لم تكن وحدها التي أقيمت لها الاحتفالية لكني أورد هذا الاسم كمثال معروف عندي على الأقل، وهي بحث سيدة فاضلة كونت أسرتها بعصامية وربت أبناءها على المودة والمحبة فيما بينهم وبين الآخرين، وإن حدث خلاف عابر فلا أحد يعرف عنه شيئاً، هكذا علمتهم أن يضعوا أيديهم بأيدي بعض وأن يحبوا الناس كما يحبون أنفسهم، فكوّنت أسرة مستقرة متعاونة، بالتعاون مع زوجها ثم بمفردها بعد أن تركها وانتقل إلى رحمة الله، رحمه الله رحمة واسعة على ما قدم لها ولهم، وتقبل الله منها صالح العمل وجعل القرآن الكريم شفيعًا لهم جميعًا يوم الحساب.