كتب - عبد الكريم الجاسر
أجل الهلال والشباب حسم الصراع على البطاقة المؤهلة لنهائي كأس ولي العهد إلى لقاء الإياب يوم السبت القادم حيث فشلا معاً في التسجيل لينتهي اللقاء الذي جمعهما مساء أمس على استاد الملك فهد سلبياً دون هز الشباك، حيث تصدى الحارسان للعديد من الكرات الخطرة وخصوصاً الحارس الشبابي وليد عبد الله الذي أبعد هدفين من قدم ورأس الشلهوب وساعدته العارضة في كرة ثالثة من رأس الشلهوب أيضاً.. فيما تصدى الدعيع ومعه قلب الدفاع المرشدي وتفاريس وعمر الغامدي لكل الهجوم الشبابي الذي بدأ منذ انطلاق المباراة.
المدرب الشبابي نجح بالأمس في جر اللقاء للجانب البدني من خلال أسلوب اللعب الضاغط على لاعبي الهلال وعلى الكرة وفي أي جزء من الملعب مستفيداً من الفارق البدني الواضح في اللياقة البدنية بين الفريقين التي مالت لمصلحة الشباب.. حيث ظهر الفريق الأفضل بدنياً وجماعياً وسط الميدان لكن الهلال على الرغم من سوئه سنحت له بعض الفرص الخطرة والخطرة جداً لكن فشل في استثمارها.. وبدا واضحاً أن الفريق الهلالي في غير استقراره المعهود وأدائه الجماعي المعتاد.. فسمح للشباب بالسيطرة على الكرة واكتفى فقط بإفساد هجمات الشباب ومتابعة مراكز الخطورة فيه وترك الجانب الهجومي لاجتهادات اللاعبين وظروف المباراة ليفرض التعادل نفسه على اللقاء في انتظار لقاء الرد الذي خسر فيه الهلال منذ الآن ضربات أبرز لاعبين في صفوفه وهما طارق التايب وياسر القحطاني بحصولهما على بطاقتين صفراوين!
بدأ الفريق الهلالي اللقاء بتغيير في تشكيلة الفريق تمثلت في دخول الكلثم في الوسط الأيمن والشلهوب في الوسط الأيسر مع عودة الخثران للظهير الأيسر مكان الزوري المصاب ليلعب بجوار المرشدي وتفاريس والقحطاني.. وفي الوسط لعب الغنام في المحور وبجواره عمر الغامدي وفي المقدمة لعب القحطاني مع تقدم التايب للعب بجواره وهذه التشكيلة أظهرت فشلها مع ضربة البداية حين سيطر الشباب على اللعب طوال العشرين دقيقة الأولى وبشكل كامل، حيث لعب الأرجنتيني هيكتور بأفضل لاعبيه في المباراة فلعب وليد عبدالله في المرمى وفي الدفاع معاذ والقاضي والعبيلي والمولد.. وفي الوسط لعب الموينع في المحور وبجواره أحمد عطيف ولعب كماتشو في اليسار وعبده عطيف في اليمن وفي المقدمة ناصر الشمراني ومعه مارتنيز.. وهي نفس الطريقة التي لعب بها الهلال تقريباً مع تفوق الشباب في الجماعية والروح العالية والرغبة في الفوز وكسب الكرات المشتركة بفضل اللياقة العالية التي كان عليها جميع لاعبي الشباب، حيث كانت كل الكرات المشتركة شبابية وسط الميدان كان شبابياً حيث نجح لاعبوه في اللعب للاعب البعيد عن الرقابة وفي المساحات الخالية مع الانتشار الجيد للاعبين فلم يجدوا صعوبة في الوصول لمنطقة جزاء الهلال وإحراج مدافعيه أكثر من مرة ولولا التسرع وعدم دقة التمريرة الأخيرة لخرج الشباب متقدماً على الأقل بهدفين، فالهلال كان غائباً تماماً وغير قادر على الوصول لمرمى الشباب بالطريقة الصحيحة وكذلك غير قادر على حماية مرماه كما يجب، وكان الهلال محظوظاً بخروجه متعادلاً أمام الفريق الأفضل في اللقاء فباستثناء محاولات محدودة واجتهادية لم يتعرض مرمى الشباب أو دفاعه لأي تهديد حقيقي مقابل وصول متكرر للاعبي الشباب دون نتيجة.
بادر الهلال بالهجوم في الشوط الثاني وسنحت للشلهوب أثمن الكرات حين جهز له ياسر الكرة على رأس منطقة الجزاء ليسددها قوية تألق وليد في التصدي لها.. رد عليها الشباب بكرة هات وخذ بين عطيف ومارتنيز الذي سدد من داخل المنطقة أبعدها الدعيع بقدمه.
وبدا واضحاً تحسن أداء الهلال وضعف هجوم الشباب.. فالفريق الشبابي كان أفضل في خط الوسط بفضل تحركات كماتشو وعطيف اخوان وتراجع مارتنيز معهم إضافة إلى الانتشار الجيد والجماعي للفريق لكن دون نجاح في تجاوز الدفاع الهلالي الذي كان تفاريس والمرشدي أبرز لاعبيه.. بعد عشر دقائق فاجأ كوزمين المتابعين بتغيير الغنام وإشراك عزيز في الوقت الذي كان فيه الغنام في أفضل حالاته.. وكان الأولى إشراك عزيز مكان الكلثم في الشوط الأول وتقديم عمر مكانه لمقاومة وسط الشباب القوي.
واعتمد الهلاليون على تحركات التايب حين يعود للوسط وكذلك صحوة الشلهوب فيما كان ياسر يخضع لرقابة صارمة من القاضي ولذلك كانت الخطورة الهلالية تعتمد على نجاح التايب في التمرير وكذلك تمرير كرات سليمة للشلهوب أو من الشلهوب للآخرين.. وبقي فهد المبارك بعيداً عن أجواء اللقاء.
وكان بإمكان الشلهوب التسجيل من عرضية التايب لكن رأسيته اصطدمت بالعارضة وشعر عندها المدرب الشبابي بالخطر فأشرك مجرشي مكان الشمراني وهو تغيير غريب أيضاً حيث كان الشمراني متحركاً ومقلقاً لدفاع الهلال وارتكز اللعب على الصراع وسط الميدان والاندفاع البدني بين اللاعبين والذي أثر على الأداء العام كثيراً ويواصل المدرب الهلالي تغييراته بدخول الذياب وخروج مسفر القحطاني ليلعب الغامدي في الظهير الأيمن ويتقدم الخثران للوسط وهذا حسّن الوضع قليلاً لكن الغلبة دائماً للاعبي الشباب بالكثرة وسرعة اللعب وحسن الانتشار، ويشرك هيكتور ورقة جديدة بخروج مارتنيز ودخول فيصل السلطان لتتركز الخطورة الشبابية في انطلاقات مجرشي، والتي تصدى لها المرشدي بشكل ممتاز، ومع المحاولات الهلالية للتسجيل، والتي اشتدت ضراوة عند النهاية يشرك هيكتور الحقباني مكان كماتشو وبعدها أنقذ الحارس الشبابي المتألق وليد عبدالله شباكه من هدف مؤكد من رأسية الشلهوب إثر عرضية الذياب، لكن وليد أبعدها من وسط المرمى، ورد عليها السلطان بتسديدة أرضية في الشباك الجانبية لمرمى الدعيع أنهى بعدها حكم المباراة اللقاء بالتعادل السلبي.
من المباراة
** حكم اللقاء السويسري بوكاسا لم ينل رضا لاعبي الفريقين حيث كان يسمح باستمرار اللعب تارة ويحتسب أخطاء أسهل تارة أخرى، لكنه نجح في قيادة المباراة نحو بر الأمان بالنظر لاندفاع لاعبي الفريقين والصراع الكبير الذي شهدته المباراة بينهما.
** غياب جماهيري تام لجماهير وأعضاء شرف الهلال كان تأثيره واضحاً على نفسية اللاعبين الذي تأكد عدم تحضيرهم جيداً للمباراة حيث التوتر وكثرة الأخطاء العصبية.
** الشباب فرط في فوز سانح للاعبيه حيث كان الهلال بعيداً جداً عن مستواه المعهود وتنظيمه المعروف لكنه سيكون الأوفر حظاً في الإياب بغياب ياسر وطارق للبطاقات الصفراء.
** المباراة رغم الفرص العديدة التي شهدتها إلا أن الأداء كان ضعيفاً وخصوصاً من الجانب الهلالي.
** المدرب الشبابي أنهك الهلاليين بالهجوم الضاغط والتفوق البدني بينما كان عدد كبير من لاعبي الهلال بالكاد يستطيعون الجري مع تمرير خاطئ للعديد من الكرات وعلى رأسهم الشلهوب والمبارك ومسفر.
** نال مسفر القحطاني والتايب وياسر بطاقات صفراء فيما لم يمنح أي لاعب شبابي أي بطاقة.
** الخروج الهلالي بات وشيكاً حيث نجح بالخروج متعادلاً في ظل اكتمال صفوفه ليكون وضعه حرجاً في الإياب بغياب النجوم أمام تكامل الشباب وتفوق لاعبيه.
** إذا أراد الهلاليون الخروج بأقل الخسائر في لقاء الإياب فعليهم الاكتفاء بالتدريبات اللياقية للاعبيهم حتى موعد الإياب لأن الفارق كبير جداً بين الفريقين من الناحية البدنية فهناك لاعبون لم يلعبوا عدداً كبيراً من المباريات ومع ذلك فوضعهم اللياقي متدنٍ جداً!