في كل الخطوط الجوية العالمية من المفترض أن تكون الخدمة من الدرجة الأولى، وأن تعطي الانطباع للمسافر بالراحة التامة والطمأنينة، وأن تعكس أنظم خدمة واضحة، إضافة إلى العناية المميزة بالمسافرين، من حيث مساعدتهم في الوصول إلى مقاعدهم والإشراف على راحتهم في مختلف احتياجاتهم أثناء الرحلات.
إلى عهد قريب كانت الخطوط الجوية السعودية تعتبر مضرب المثل عند المسافرين إذا ما قورنت بأية خطوط أخرى إقليمية أو عالمية. لكن ربما كانت هذه التزكية سبباً من أسباب تراجع مستوى الخدمات على متن طائراتها. ولكي لا يقرأ أحد فيما بين السطور أية كيدية فإنني أشير إلى عدد من النقاط علّني أُبيّن غيرتي على هذه الخطوط وخوفي من ازدياد الوضع سوءاً على طائراتها:
الابتسامة فُقدت تماماً من على وجوه مضيفيها ومضيفاتها، حتى بات المسافر يعد للعشرة أكثر من مرة قبل أن يطلب من بعضهم مساعدة أو خدمة، خاصة أنهم لا يستجيبون للنداء الضوئي الذي وُضع خصيصاً من أجل استدعائهم عند الضرورة.
أما أسلوب تعاملهم مع المسافرين فقد أخذ منحنى غريباً.. (ماذا تريد أن تأكل)؟ يقولونها بكل اللهجات العربية، وباللغة الإنجليزية بلهجات أيضاً مختلفة، ليس هذا فحسب، لكنهم يأتون إليك بأيديهم الخالية حتى من قائمة الطعام، وحين تفتح جيب المقعد الذي أمامك - كالعادة - لتبحث عن قائمة طعام أو مجلة أو جريدة لا تجد إلا بقايا ورق عليها تعليمات السلامة، والكثير من مخلفات الركاب السابقين!!
أما حين يأتي الأكل، فإن الغلاء الخرافي تراه في وجه تلك الوجبات.. غابت الكبسة السعودية المشهورة بلذتها المعهودة، واختفت السلَطات - بفتح اللام - واقتصر الأمر على محاكاة غذائية غير مقنعة، تتسيدها (السيدة لازانيا) والمقبلات البعيدة عن شهية أهل الجزيرة العربية، ولا أدري متى كانت (التبولة وأخواتها) الطعام الرئيسي في ديارنا الجوية؟!
كنتُ دائماً أتلمس النظافة في قمتها حتى في دورات المياه على الطائرات، حيث كانت المضيفات يتأكدن من نظافتها بين الفينة والأخرى.. أما اليوم فأنت تدرك وأنت متجه إلى دورة المياه أن واجبك الأول هناك سيكون التنظيف أولاً أو التنظيف أخيراً!!
أنا أحب الخطوط الجوية السعودية، ولولا حبي هذا لها لما أكلتني الغيرة عليها، ودفعتني إلى كتابة هذه الكلمات، ولن أجيء على ذكر السماعات التي تلقيها المضيفة في حضنك - دون كلام - لتكتشف أنها عاطلة عن العمل وتحرمك من الاستماع إلى القرآن الكريم الذي تهدئ آياته الكريمة من هَوْل المطبات الهوائية في نفسك!
كثيرة المآخذ، فهل سنستمع إليها ونقول: (رحم اللهُ امرأً أهدى إليّ عيوبي)، أم سوف نقول: هذه كتابة زائدة عن الحاجة؟! وتاليتها..!!