لا أدري ما السر في أن الساحة الشعبية أصبحت سوقاً للتقليد، ولعل هذه السمة أتت بعد أن دخل المال إلى هذه الساحة.. ظهرت المجلات الشعبية بعدد محدود ثم انتشرت حتى أقفل الكثير منها طمعاً في الربح المادي، وخلال هذه الفترة كان هناك تقليد مقزز تنتهجه بعض المجلات في تقليد مجلات أخرى، بل إن عدوى التقليد انتقلت آنذاك إلى الشعراء أنفسهم عندما صاروا يكتبون شعراً بطريقة كان الابتكار فيها محدوداً كما أن هؤلاء الشعراء كانوا يقلدون آخرين في طريقة الصور الشخصية وكذلك في أساليب الحوارات، ولد التقليد في الساحة لينمو حيث لم يقمع وظهر التقليد جلياً في الفترة الحالية بعد انطلاق القنوات الفضائية حتى أن كثيراً من الشعراء ترك الشعر واتجه إليها بحثاً عن الكسب المادي وفق أسلوب واحد وطريقة متشابهة.. لم يعد في الساحة الشعبية جديد، والجديد ربما يكون موجوداً في قصيدة أو اثنتين تضيع في زحمة الساحة التي امتلأت بالغث.
كثرة الشيء تشعرك بالملل منه وكثرة الشيء المقلد تقززك منه. وهذا ما أصبحنا نشعر به في ساحتنا الشعبية.
سعد السعد