للمرة الأولى منذ سنوات يستمر مدرب الفريق الهلالي طوال هذه الفترة (حتى الآن) فباستثناء باكيتا كان الهلال يغيِّر مدربه مرتين إلى ثلاث سنوياً في إجراء يعكس سوء الاختيار أولاً وسوء التقييم لعمل المدرب ثانياً والإهمال وعدم المتابعة للفريق ثالثاً برمي كل شيء على المدرب.
والآن ظهرت بعض الأصوات داخل النادي وخارجه تتحدث عن المدرب وإقالته وما إلى ذلك..
والحقيقة أن السيد كوزمين مدرب جيد رغم كل الأخطاء التي يرتكبها وهذا أمر طبيعي طالما لا يحيط به من يستطيعون مناقشته وتوجيهه وتلافي الأخطاء معه.
وفي تصوري أن الفريق الهلالي عاش استقراراً فنياً جيداً هذا العام لم يعبه سوى غياب الدور الإداري الفاعل لتجهيز الفريق وتحضيره للمباريات، وكذلك مشاركة المدرب الرؤية والتصور نحو المرحلة المقبلة. فالمتابع لمباريات الفريق الهلالي يلاحظ ضعف التحضير للمباريات الصغيرة وخصوصاً التي تجرى على أرضه.. حيث لا تشعر معها أن هذا الفريق الذي يلعب هو المنافس والمرشح الأول لبطولة الدوري فضلاً عن بعض الأخطاء في عمل الجهاز الفني والتي كانت واضحة وظاهرة منذ لقاء الأهلي في الدور الأول (1-3) في الرياض.. وهي تحديداً إهمال المدرب للإعداد البدني وغياب تدريبات الصباح والتركيز على الجوانب الفنية في التدريبات وإهمال الإعداد البدني الذي يحتاجه اللاعب السعودي بشكل مكثف.. فكثير من المدربين الذين نجحوا مع الهلال كان أساس نجاحهم الإعداد البدني والعمل المركز والكبير في هذا الجانب.. فالمتابع للاعبي الهلال يجد انخفاضاً تاماً في لياقة الغالبية، وعلى سبيل المثال شاهدوا ليلو كيف يؤدي الآن وكيف كان منذ بداية حضوره.. فحينما حضر كان في قمة جاهزيته، حيث كان يتدرب في تونس ثلاث مرات في اليوم، وحين مضى فترة على وجوده بالهلال فقد مخزونه اللياقي وأصبح عالة على الفريق شأنه شأن الشلهوب ومعظم اللاعبين الذين يكتشف أي متابع عدم جاهزيتهم البدنية.
وبعيداً عن الإرهاق وما يحيط بمباريات الهلال من ضغط فإن المطلوب عودة التدريبات الصباحية وتجهيز جميع اللاعبين لياقياً بشكل مكثف وإعادة النشاط والحيوية لهم عبر رفع المعدل اللياقي وعندها لن يحتاج الفريق للفوز للتركيز على ياسر والتايب في كل المباريات.. فالبعض انتقد غياب التايب وياسر أمام القادسية واعتبره السبب في فقد النقطتين ورغم أن هذا قد يكون صحيحاً لكنه في رأيي ليس السبب الرئيسي لأن احتياط الهلال قادر على هزيمة القادسية لو كان معداً لياقياً بشكل جيد وجاهزاً 100%.. فما شاهدناه أشباح يحملون الفانلة الزرقاء غير قادرين على الجري والتمرير الصحيح والضغط على الخصم وهذا أحد الأسباب الرئيسية لضياع النقطتين، فالمدرب وكما كل الأوروبيين يدمج الأمور الفنية مع اللياقية في التدريبات وهذا أسلوب جيد لكنه ناجح في أوروبا لأن هناك تدريبات أخرى طوال اليوم تعوّض النقص اللياقي ولكن خلال الساعتين التي يتدربهما لاعبونا يكون ذلك غير كاف.. وأنا هنا أستغرب أن تمر مثل هذه الأمور مرور الكرام على الجهاز الإداري للفريق والذي عايش الكثير من المدربين ويعرف العمل المكثف الذي يحقق البطولات لكن يبدو أن غياب التدريبات الصباحية جاء مناسباً لعدم الانشغال عن العمل الصباحي..
إذاً الهلال بحاجة لتعديل بعض الأوضاع داخل الفريق والتواجد الإداري الفاعل للوقوف أمام تدخلات بعض اللاعبين والتمرد على المدرب الذي بدأ يظهر من بعضهم ومطالبة المدرب بتكثيف التدريبات اللياقية للاعبين في الفترة الصباحية وتجاهل كل مبرراته حول الإرهاق لأن اللاعب متى كان جاهزاً لياقياً وبشكل مستقر عبر معدل التدريبات اللياقية التي يتلقاها فإنه قادر على تجاوز ضغط المباريات وخصوصاً أن المسابقات السعودية وتحديداً مباريات الهلال مضغوطة هكذا منذ سنوات واجتازها الهلاليون بالتأهيل البدني الكبير ولعل الجميع يتذكر أسلوب البرازيليين في التدريبات اللياقية حين كان يعقب كل مباراة يوم راحة ثم البدء بالتدريبات اللياقية المكثفة التي ترفع مستوى لياقة اللاعبين وتقيهم الإرهاق وهذا ما يجب أن يناقشه الهلاليون مع المدرب وخصوصاً أن لديهم مدرباً قديراً هو الوطني عبد العزيز الحسيني الذي أعتقد أنه الأقدر على قياس لياقة اللاعبين على أرض الواقع والتأكد من ذلك فعلياً.. وعندها سيجد الهلاليون أن كل ما قلته ليس بعيداً عن الحقيقة وبإمكانهم معالجته والاحتفاظ بمدربهم القدير كوزمين.. فإلى متى يفتقد الهلال للاستقرار الفني طوال الموسم وإلى متى يريد الهلاليون من المدربين القيام بكل شيء وهم جالسون في منازلهم.. يجب أن يكون هناك عمل منظّم وحقيقي يشارك به الجميع متى أراد الهلاليون بطولة!
لمسات
* الحديث عن فضيحة طلال آل الشيخ وبطولة أندية العالم لن يقدّم أو يؤخّر.. فالقضية لا تتعلق بطلال وإنما يوضعه في مناصب عديدة دون مراعاة لإمكاناته!
* * *
* لقاء الهلال والشباب الليلة سيحدّد بشكل كبير الطرف الأول في النهائي.. فالحسم عادة في اللقاء الأول والشباب مؤهل للوصول بجدارة للمباراة النهائية.
* * *
* أيضاً بطولة الدوري باتت قريبة جداً من الاتحاد وكما كان متوقعاً.. فكل الأمور مهيأة للعميد للاحتفاظ باللقب.. وكذلك كل الأمور مهيأة لخروج هلالي جديد صفر اليدين هذا الموسم!
* * *
* الهلال هو البطل الحقيقي لمسابقة كأس الأمير فيصل بن فهد من خلال فريقه الأولمبي الرائع.. فالكاسب الأكبر هو الفريق الهلالي من خلال هذه المسابقة.. ولكن المكافآت والتحفيز والجماهير ما زالت غائبة عن دعم هذا الفريق الرائع!
* * *
* الهلال لن يحقق أي بطولة هذا الموسم.. هذا هو توقعي الشخصي.. والأسباب أحتفظ بها لنفسي وإن كانت لا تخفى على الكثير من الهلاليين.
* * *
* من يتابع ظهور أمين عام اتحاد الكرة الإعلامي يكتشف السبب الحقيقي لكل ما يحدث للكرة السعودية حالياً.. ولاتحاد الكرة أقول غيِّر عتبة بابك!
لن تنتهي معاناة الكرة السعودية
** نعم لن تنتهي المعاناة وطالما لا يوجد أي رد فعل لكل الأخطاء التي ترتكب في الرياضة السعودية والتي تعكس شيئاً واحداً وتؤكّده يوماً بعد الآخر وهو أننا لا نملك الكفاءات الجيدة في اتحاد الكرة والأمانة العامة.. فكل الأحداث التي مرت بالكرة السعودية سواء على الصعيد الخارجي والمتمثّل في علاقات اتحاد الكرة مع الآخرين والتواصل معهم كما حدث في قضية مشاركة سامي الجابر ونواف التمياط في احتفالات الاتحاد البحريني لكرة القدم وما صاحبها من تصرفات للأمين العام أساءت للاتحاد نفسه أو القضايا الأخرى والتي لن يكون آخرها استضافة بطولة أندية العالم.. وإذا أضفنا إلى ذلك البرنامج الزمني للمسابقات السعودية نكتشف أنه لا بد من تدخل حاسم ينقذ الكرة السعودية من هذه الأخطاء ويوجه المسار نحو الاتجاه الصحيح.. فلم يعد بالإمكان تحمّل المزيد من المآسي التي تُرتكب بحق الكرة السعودية والضعف الفاضح الذي عليه معظم لجان اتحاد الكرة.. فالأمانة والفنية والانضباط والاحتراف تعاني كثيراً سواء من ضعف أعضائها أو عدم كفاءة العاملين بها وعدم قدرتهم على التقدم قيد أنملة في التعاطي مع الأحداث وكسب ثقة الرياضيين.. فنحن بحاجة ماسة للتفاعل مع الشارع الرياضي وتعديل الأوضاع وإدخال الطمأنينة على الجماهير الرياضية بأن هناك من يعي ويدرك كل ما يحدث ويوجد الحلول لأنه بصراحة في كل يوم نفجع بقضية تكشف خللاً كبيراً داخل أروقة الاتحاد ولا يوجد أي اتجاه للإصلاح إن لم يكن الدفاع عن الأخطاء ومرتكبيها.
فليس عيباً أن تعالج الأخطاء وأن يتم الاعتراف بالخطأ في اختيار الشخصيات أو الأعضاء، فحسن النية كان متوفراً والثقة كانت كبيرة فيمن أوكلت لهم المهام لكن وطالما كشفت الأحداث عكس ذلك فإن استمرار الوضع كما هو أخطاء أكبر وأفدح من الخطأ ذاته.. فنحن نتطلع لنهضة قادمة للكرة السعودية تقودها نحو مرحلة جديدة بشخصيات جديدة وتحمل الكفاءة والفكر والمؤهل وتتاح لها الفرصة للعمل.. فالمتابع الآن لكل أعمال اللجان والإدارات في اتحاد الكرة والرئاسة العامة يجد أنها بعيدة جداً عن أساليب العمل الحديثة القائمة على الحاسب الآلي والإنترنت والاتصال المباشر مع كل الأندية والجهات الرسمية عبر الشبكة والتعاطي مع العصر بأدواته بدلاً من أسلوب العمل القائم حالياً والمعتمد على المخاطبات والأساليب القديمة التي تجاوزها الزمن.. فنحن في عصر مختلف يجب أن نلحق به ونعيش فيه ونستفيد من تقنياته وهذا ما تقوم به العديد من الجهات الرسمية والخاصة في المملكة والتي تقدمت خطوات كبيرة بفضل اعتمادها التقنية الحديثة والكفاءات المتعلّمة والمؤهلة وما أكثرها بين الشباب السعودي!