المواطن يسرقه الرغيف، والرغيف يسرقه الخباز والخباز يسرقه (الراعي)، والراعي يسرقه الموزع، والموزع يسرقه المحتكر، والمحتكر يسرقه المهرّب، والمهرب يسرق الوطن، والوطن يسرق القلوب والقلوب يسرقها حب الوطن ولذلك نكتب:
* * *
ولكي لا تكون حكايتنا مثل أغنية الأطفال العتيدة التي تقول: الصندوق ما له مفتاح والمفتاح عند الحداد، والحداد يريد فلوس، والفلوس عند العروس والعروس تريد عيال، والعيال يبون حليب والحليب عند البقرة والبقرة تبي شعير، والشعير عند الفلاح، والفلاح يبي مطر، والمطر عند الله. ولا إله إلا الله).
* ونعم بالله الذي بيده كل شيء وإليه كل شيء ولنعم المولى ولنعم النصير وهو الوهاب الرزاق الذي يرزق عباده بلا (منٍّ) لا من البقرة ولا الفلاح ولا الحداد ولا المفتاح، أما الذي نعنيه في هذه المقالة فهو نقص الطحين وارتفاع سعره في الأسواق، أما أسباب ذلك وكما فهمنا، فإن الرغيف قد نقص حجمه على المواطن وأصبح الخباز يبيع ال(ثلاثة أرغفة) بريال بعد أن كان يبيع ال(أربعة أرغفة) بريال، أي أن الخباز أخذ يسرق من حجم الرغيف وسعره أيضاً، أما السبب الذي يعزوه الخباز إلى ذلك فهو ارتفاع سعر الطحين من قبل الموزع، الذي (يسرق الخباز) أما الموزع فقول إن (المحتكر) يسرقه أيضاً لأنه يحتكره ليرفع سعره أما المحتكر فإنه يبيعه للمهرب الذي يُهرّب الطحين للخارج بسعر مرتفع ولا سيما إذا عرفنا أن الطحين يُهّرب عبر الحدود الجنوبية على ظهور الدواب كما آثار ذلك زميلنا عبدالعزيز السويد في جريدة الحياة الغراء، ومما زاد (الطحين بلة) لا الطين!! أنه دخل عامل آخر في نقصه في الأسواق ألا وهو أن (الدواب) أيضاً قد ساهمت في تفاقم المسألة!! أما كيف حدث ذلك فيقول زميلنا علي الرويلي في تحقيق رائع أجراه مع مربي الماشية ونشرته الزميلة (الرياض) إذ ينقل علي الرويلي على لسان أحد مربي الماشية وهو المواطن صالح السبيعي الذي قال: يواجه مربو الماشية أسوأ أيامهم بعد أن أثقل كاهلهم الارتفاعات المتتالية لأسعار الأعلاف مما جعلت مبيعات الأغنام تسجل انخفاضاً حاداً في الأسعار وأن ثمة مربين محليين لجأوا إلى استخدام الطحين كعلف (!!) حيواني مما أدى بدوره إلى خلق سوق سوداء!! تجاوز فيها سعر كيس الطحين 100% (انتهى).
* ومنا إلى من يهمه الأمر، والأمر يومئذ لله وهو الرزاق الرحيم.