بريدة - بندر الرشودي
تشهد الوحدة المركزية لعلاج الأورام وأمراض الدم في مستشفى الولادة والأطفال بمدينة بريدة تطوراً ملحوظاً حيث بلغ إجمالي الحالات المسجلة كحالات جديدة أو حالات تتمة علاج بديل عن مستشفى الملك فيصل التخصصي أكثر من (246) حالة في إنجاز يسجل لهذه الوحدة الفتية التي افتتحت بعدد 17سريراً بتأريخ 23- 5-1428هـ، كوحدة عيادات وتنويم تعمل طوال الأربع وعشرين ساعة لخدمة المرضى.
وتتضمن الوحدة غرفاً وعيادات مجهزة تجهيزاً متكاملاً مع مراعاة الألوان والرسومات والإكسسوارات والوسائل الترفيهية الكفيلة بإضفاء جو من الدعابة والفرح لدى الأطفال المنومين أو المراجعين لأخذ علاجهم سواء كان أسبوعيا أو شهريا, وقد شملت الوسائل الترفيهية أجهزة التلفاز، الفيديو, والحاسب الآلي وغيرها إضافة إلى وحدة علاج أمراض القلب عند الأطفال، وهي وحدة مستقلة متكاملة يشرف عليها استشاري أمراض القلب عند الأطفال الدكتور عبدالرحمن المسند تحوي عدداً من الغرف وجهازاً للأشعة الصوتية الخاصة بالقلب، وأجهزة تخطيط قلب مدعمة بتمريض متخصص، إذ إن بعض مرضى السرطان لا يمكن البدء بعلاجاتهم الكيماوية إلا بعد أخذ الاستشارة الطبية من استشاري القلب.
كما تضم الوحدة المركزية إدارة متخصصة للمختبر لتجهيز ما يلزم من أجهزة مجهرية وأدوات معملية تسهل وتسرع من عملية التشخيص وتجعلها أكثر دقة وأمانا بعيدة كل البعد عن التخبط أو حتى التشكيك في التشخيص الطبي، ويتم فيها تحضير الأدوية الكيماوية المدعمة بأفضل الأساليب الحديثة لضمان تحضير الأدوية الكيماوية للمرضى في بيئة معقمة تماماً وخالية بعد توفيق الله من الميكروبات بنسبة 100% إضافة إلى النظام الحاسوبي المخصص للتعامل مع الوصفات الكيماوية بغية تسهيل عملية متابعة المرضى إكلينيكيا ولضمان انتفاء حصول أخطاء في وصف أو تحضير الأدوية الكيماوية تحت إشراف الصيدلي السعودي عبد الرحمن الحميدان مشرف المحاليل الوريدية والتركيبات السرطانية في مستشفى الملك فهد التخصصي سابقا كما تم تجهيز قسم الأشعة وإعداد القسم بالكفاءات السعودية الطبية التي تعمل من أجل هذه الفئة المبتلاة شفانا الله وإياهم.
كذلك تولت الأستاذة سعاد الزهراني رئيسة التمريض بالوحدة إعداد فريق من التمريض السعودي المدرب والمؤهل علميا وفنيا حيث تم تدريب الفريق في مستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث بالرياض ويعمل بالوحدة أكثر من 9 ممرضات على مدار الساعة من أجل تلبية احتياجات المرضى.
المشرف على الوحدة (وصاحب فكرة إنشائها) الدكتور فيصل العنزي الحاصل على الزمالة الكندية في علاج الأورام والدم (تخصص أطفال) من جامعة تورتنتو مستشفى سيك كيدز أشار إلى أنه بحمد الله خطت الوحدة المركزية خطوات مهمة في سبيل المساهمة في علاج الأورام وأمراض الدم لدى الأطفال بفضل من الله عز وجل ثم بفضل دعم سمو أمير منطقة القصيم وسمو نائبه للخدمات الصحية المقدمة إضافة لاهتمام الشؤون الصحية بالمنطقة بقيادة مدير عام الشؤون الصحية بالقصيم الدكتور عاطف سرور ومتابعة مدير مستشفى الولادة والأطفال ببريدة الأستاذ صالح القسومي وبتميز الطاقم الطبي بالوحدة الذي يضم نخبة من الاستشاريين والأخصائيين, إضافة إلى الإمكانات الراقية المطابقة للمواصفات الطبية العالمية والمعايير الصحية الدولية.
وذكر الدكتور العنزي أن الوحدة أنهت بتوفيق الله عددا كبيرا من الحالات الجديدة أو تتمة علاج من خارج القصيم وقد شفيت تماما ولله الحمد والمنة وتقدم الوحدة علاجيات لأورام الغدد الليمفاوية بنوعيه والأورام الصلبة وأورام المخ وتقدم الوحدة العلاج في أمراض الدم: مثل الثلازيميا وفشل النخاع العظمي وغيرها حيث يتم الفحص والتشخيص والتنويم والعلاج إلى أن يمن الله على المريض بالشفاء التام دون اللجوء إلى أي مستشفى أو مركز طبي آخر.
وقال: مما يثلج الصدر ويبعث على الفخر والاعتزاز أن الوحدة تزخر بطاقات وكوادر سعودية متميزة تضرب أروع الأمثلة في البذل والعطاء وصدق الانتماء والمواطنة والتفاني في خدمة المرضى مثمناً لهم تفاعلهم واضطلاعهم بالدور المؤمل منهم تجاه هذه المهنة الإنسانية السامية مشيراً إلى أن الوحدة تخدم العديد من المرضى من منطقة القصيم وخارجها.
وأكد الدكتور العنزي أن الوحدة هي الوحيدة من بين مراكز علاج أمراض الدم والأورام التي ترتبط مع مستشفى الملك فيصل التخصصي ببرنامج التوائم والذي يعني تماثل الفرع بالأصل في كل شيء كالتشخيص والعلاج والإمكانيات الطبية واللوازم المخبرية على مستوى المملكة العربية السعودية.
يشار إلى أن وفداً من مستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث قام بزيارة الوحدة الأسبوع الماضي, يترأسه سعادة الدكتور حسان الصلح استشاري أمراض الدم وأورام الأطفال في مستشفى الملك فيصل التخصصي، والمدير التنفيذي للخدمات المساندة في المستشفى وكبير الأطباء في مركز الملك فهد للأورام في مستشفى الملك فيصل التخصصي وسعادة الدكتورة أمل السريجي استشارية أورام الدم حيث اطلع الوفد على جميع التجهيزات المعدة والمستلزمة لديمومة عمل الوحدة إضافة إلى معاينة المرضى الذين لا يزالون تحت العلاج وبعض المرضى الذين للتو انتهوا من فترة العلاج ومن الله عليهم بالشفاء التام فزار الوفد جميع غرف الوحدة ثم تلتها زيارة إلى وحدة العناية المركزة ووحدة تشخيص وعلاج أمراض القلب ومن ثم إلى قسم الصيدلة, وفي نهاية المطاف ما كان بوسع الوفد ممثلا برئيسه إلا أن هنأ الدكتور فيصل العنزي وإدارة المستشفى والفريق العامل على الجهد المبذول مشيراً إلى أنه رأى وحدة علاج الأمراض الدم وأورام الأطفال متكاملة الاحتياجات تضاهي بمعاييرها ومواصفاتها المعايير الدولية الواجب توافرها في مثل هذه المراكز والوحدات إضافة إلى تهنئته القلبية للفريق الذي يعمل من أجل انجاز هذا المشروع المتميز والمعلم البارز على مستوى المملكة وبين الدكتور حسان أن الوحدة لم تعد وحدة فقط بل مركزاً يشار إليه بالبنان مؤكداً أن الوحدة بوجود الدكتور فيصل العنزي ومدير المستشفى الأستاذ القسومي والفريق الطبي العامل معه هي الخطوة الصحيحة الأولى نحو تأسيس مستشفى تخصصي لعلاج أمراض الدم وأورام الأطفال ليس خاصا لمنطقة القصيم فحسب وإنما لجميع مناطق المملكة خاصة أنه اطلع على بعض الحجوزات من خارج منطقة القصيم مثل المنطقة الجنوبية والشمالية والشرقية وقبل مغادرة الوفد للمستشفى شدد الدكتور حسان أن إمكانات مستشفى الملك فيصل التخصصي بالرياض أن تكون داعما رئيسيا لوحدة علاج أمراض الدم وأورام الأطفال في مستشفى الولادة والأطفال ببريدة.