Al Jazirah NewsPaper Tuesday  26/02/2008 G Issue 12934
الثلاثاء 19 صفر 1429   العدد  12934
متعهدو توزيع الدقيق يورطون بعضهم باتهامهم أصحاب المواشي
الصوامع: ما يتم توزيعه حالياً من كميات الدقيق أكثر مما كان قبل سنوات

«الجزيرة» - عبد الله الحصان - هلال القرشي :

لا زال سكان بعض مناطق المملكة يعيشون أزمة البحث عن الرغيف مصطفين في طوابير أمام المخابر منذ الصباح الباكر للحصول على خبز يسدون به رمق الاستهلاك اليومي للأسرة التي لا تستطيع العيش يوماً أو بعض يوم دون أن يتواجد الخبز ضمن أصناف الوجبة، وبحسب المواطن أحمد صلاح فإن أزمة الدقيق الحالية كانت مفتعلة في جزء منها لأن المجتمع كان لديه ردة فعل سلبية خوفاً من تكرر أزمة الأرز فأصبح المواطنون يتوجسون خيفة من أي أزمة غذائية قد تواجهها مثل هذه السلع الغذائية الاستهلاكية التي يصعب الاستغناء عنها خلال اليوم.

فيما يرى محمد صالح أحد مديري المخابز أن مخبزه كان ضحية لأزمة الدقيق وقال: لقد ارتفع سعر الدقيق أكثر من 400% وبالطبع فإن هذا سينعكس على السعر النهائي للخبز وسيدفع ثمنه المستهلك.

وكانت المراكز التجارية بمدينة الدمام قد حددت كمية من أكياس الدقيق لكل مشتر ويعود ذلك كما يرى محمد الخالدي (مدير مركز تجاري) إلى رغبة المركز في توفير الدقيق لكل المستهلكين وتوزيعه عليهم بانسيابية وذلك حرصا من المراكز التجارية على مواجهة أزمة الدقيق بتوزيعه بالتساوي على العملاء والزبائن.

ويرى الدكتور عبدالله الجميلي المستشار الاجتماعي أن أزمة الدقيق التي عاشتها المدينة المنورة ذكرته بزحام بعض سكان إفريقيا على شاحنات الإغاثة، ويضيف الجميلي: كان أهل المدينة يتكالبون على المخابز بشكل مثير للدهشة بالرغم من وجود أوقات تخلو فيها المخابز من المستهلكين.

وتشير أنباء إلى أن الموزعين قاموا بسحب كميات من الدقيق لحساب مخابز وهمية وقاموا بعد ذلك ببيعها في السوق السوداء إلى أصحاب المواشي.

المتعهدون: نحن أبرياء.. والإدانة تلاحقهم

ونفى بالأمس متعهدو توزيع الدقيق ومؤسسة صوامع الغلال ومطاحن الدقيق أن تكون لهما صلة بشح الدقيق وقالوا: ليس لنا دخل فيها ووجها أصابع الاتهام في ارتفاع أسعار الدقيق لأصحاب المواشي لأنهم يقومون بشراء الفائض من الدقيق لدى بعض الموزعين بطريقة غير نظامية والتي كانت المخابز غير المسجلة لدى المتعهدين تحصل عليه.

وقال مدير عام فرع صوامع الغلال ومطاحن الدقيق بالرياض أحمد الشبل: إن ما يصرف من دقيق حالياً للمتعهدين هو أكثر مما كان قبل سنوات، بل وكان الدقيق قبل الشهر ونصف الشهر من الآن يفيض على المتعهدين والذين بدورهم كانوا يمولون المخابز غير المسجلة لديهم.

وأضاف الشبل: إن الإشكالية التي طرأت مؤخراً بارتفاع أسعار الأعلاف أوجدت إشكالية كبرى لدى المخابز غير المسجلة التي كانت في السابق تأخذ الفائض من كمية الدقيق من متعهدي التوزيع وذلك بعد قيام أصحاب المواشي برفع سعر الدقيق وشراء الفائض من بعض متعهدي التوزيع بطريقة غير نظامية وغير شرعية كذلك، مؤكداً أن كمية الدقيق لا تزال على نفس وتيرتها ولم يحدث فيها أي تغيير لدى المخابز المسجلة أساساً لدى المتعهدين وإن ثبت العكس فسينال المتعهد إجراءات صارمة وهي بشطبه من هذه المهمة.

وأشار الشبل إلى أن الدقيق في المملكة يعتبر الأقل سعراً مقارنة بدول العالم كافة وهذه ميزة تؤكد اهتمام القيادة بهذه المادة الأساسية.

من جانبه قال مدير عام التموين بوزارة التجارة صالح الخليل: إن الوزارة تقوم بالتعاون وبشكل كامل مع مؤسسة الصوامع للوقوف حول أي مستجدات قد تطرأ في الدقيق، وإن الوزارة والمؤسسة شكلتا معاً لجنة رقابية تقوم بالبحث والتحري حول أي تلاعب في أسعار الدقيق أو بيع غير نظامي للدقيق وتم الكشف عمن يمارسون هذه العملية وتم شطبهم من عملية تعهد التوزيع.

وقال متعهدو التوزيع إنهم لا يواجهون أي إشكالية من ناحية إمدادهم بالدقيق وإن سوء الفهم الذين كانوا يدركونه فيما مضى قد زال بعد لقائهم بمؤسسة الصوامع.

أزمة المناطق

ولم يختلف الوضع في غرب المملكة ففي محافظة القنفذة لم يجد المواطنون الدقيق لعدة أيام، وقد كانت مناطق أخرى قد عاشت أياماً عصيبة فيما يتعلق بالدقيق حيث ارتفع سعر كيس الدقيق إلى أكثر من 125 ريالاً سعودياً بعدما كان سعره 22 ريالاً سعودياً بارتفاع يقدر بأكثر من 400% وقد كان هذا الارتفاع حسب تصريح وزير الزراعة ورئيس مجلس إدارة المؤسسة العامة لصوامع الغلال ومطاحن الدقيق الدكتور فهد بالغنيم يعود لعدة عوامل من أهمها الممارسات الخاطئة لموزعي الدقيق واستخدامه علفاً للمواشي بالإضافة إلى تهريب الدقيق إلى عدد من الدول المجاورة. ويرى عدد من المراقبين أن أزمة الدقيق إنما هي أزمة تسويق وتوزيع وليس إنتاج.

محاسبة المقصرين

وطالب المواطن أحمد الصالح بمحاسبة المتسببين فيها فأطراف القضية معروفة وهي التوزيع والتهريب وكل طرف منها مسؤولة عنه جهة رسمية ينبغي أن تحاسب المقصر. وأما المواطنة هدى الصائغ فقد أبدت استغرابها من أزمة الدقيق ومما سمعته من استغلال مربي المواشي للدقيق واستعماله كغذاء للمواشي حيث تقول: هل من المعقول أن عيشة البشر تتسبب فيها البهائم؟!

وقد كان تجار المواشي قد توجهوا لاستعمال الدقيق كغذاء لمواشيهم رغبة منهم في الهروب من غلاء الأعلاف ولا يختلف الحال في مدن المملكة عن الحال في مدينة الطائف التي عاشت أزمة الدقيق مما اضطر عدداً من المخابز الواقعة في المنطقة المركزية للإغلاق. وذكر صالح السرحاني أن حوالي 25% من مخابز الطائف أغلقت أبوابها وقد تعاود نشاطها بعد قرب انفراج الأزمة، وقد كان عدد من مخابز الطائف قد باعت رغيف الخبر الواحد بريال ومخابز أخرى قامت بتصغير حجم رغيف الخبز وتقليل نسبة الدقيق فيه ليتم تخفيض التكلفة وعدم إغضاب المستهلكين الذين يبحثون عن التوفير دائماً.

يذكر أن المؤسسة العامة لصوامع الغلال ومطاحن الدقيق ستنشأ مطاحن جديدة في الرياض تنتج 1200 طن قمح يومياً. وقالت المؤسسة في بيان لها على لسان مديرها العام صالح بن محمد السليمان: إنه لن يكون هناك حاجة للجوء للاستيراد من الخارج في ظل وجود الكميات الكافية من القمح والطاقة التشغيلية الكافية.




 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد