الرياض - حازم الشرقاوي - القاهرة - علي فراج
أكد السفير المصري في المملكة العربية السعودية محمد عبدالحميد قاسم أن مصر والسعودية تعتبران اليوم أهم دعامين للعمل العربي المشترك، مشيراً إلى أن التنسيق المصري السعودي لا ينحصر في الملفات السياسية فقط.
وقال في تصريح على هامش زيارة الرئيس مبارك للمملكة إن هذا التنسيق اتسع ليشمل الدائرة الإسلامية التي يوجد بها مشاكل التطرف أو الإرهاب والتي أصبحت تخيف الكل، منوهاً إلى أن الواقع الذي أصبح عليه العالم اليوم بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر أصبح يفرض تحديات كثيرة موجودة وهو ما يجعل المسافة بين القاهرة والرياض تقترب بسبب وجود المصلحة المشتركة.
وقال السفير محمد قاسم إن التنسيق المصري السعودي كان دوماً يصب في المصلحة العربية والإسلامية، منوهاً إلى أن هذا التنسيق لم يكن في أي يوم موجهاً إلى أي دائرة عربية أو دائرة إسلامية على الإطلاق، مؤكداً أن هذا هو قدر الدولتين في النهاية.
وقال: إن هناك اهتماما وتنسيقا في المجالات والعلاقات ذات الطابع السياسي كالوضع في العراق وفلسطين والسودان والصومال ولبنان وغيرها.
وأضاف أن أهمية التوافق السعودي- المصري تزداد في ظل طبيعة الآثار التي رتبتها المتغيرات الدولية والإقليمية على الأمن القومي العربي، والتي تضاعف من مسؤولة الدول الفاعلة على الساحة العربية، وخصوصاً المملكة ومصر، وتفرض عليهما تعزيز علاقاتهما باعتبارها ركيزة للأمن والاستقرار في المنطقة وأهم آليات حماية الأمن القومي، والنظام الإقليمي العربي ضد ما يهدده من مخاطر.
من جانبها اهتمت الصحف المصرية الصادرة أمس بلقاء القمة الذي جمع بين خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز والرئيس المصري محمد حسني مبارك في الرياض أمس الأول.
وقالت صحيفة الأهرام في افتتاحيتها إن قضايا عربية عديدة تحتاج إلى تشاور مستمر وتنسيق عن قرب بين القادة العرب , خصوصاً بين خادم الحرمين الشريفين والرئيس مبارك لما للمملكة ومصر من تأثير قوي في مجريات الأحداث في الشرق الأوسط وما تضطلعان به من أعباء والتزام أدبي كشقيقتين كبريين لبقية الدول العربية.
وقالت الأهرام إنه في مقدمة تلك القضايا التي يسعى البلدان لإيجاد حلول لها تخفف من حدة التوتر والاحتقان والمعاناة والتطرف في المنطقة , أزمة لبنان الذي عجز السياسيون فيه عن الاتفاق على مرشح لرئاسة الجمهورية بسبب تدخلات خارجية وإقليمية رغم كل الجهود التي بذلتها المملكة ومصر لحلها حتى لا تلقي بظلال كئيبة على القمة العربية المقررة في دمشق الشهر المقبل , وهناك قضية فلسطين الأزلية التي كلما انفتح باب للبدء في إيجاد حل دائم وعادل لها أغلقه البعض بتصرفات وممارسات مرفوضة سواء من الجانب الإسرائيلي أو الفلسطيني . وليت حركتي فتح وحماس تدركان أهمية الموقف وتتخليان عن مواقفهما الحالية فيما يتعلق بالحوار بينهما لتسوية المشكلات العالقة حتى لا تعطيا لإسرائيل ذريعة للتهرب من التزاماتها نحو التسوية النهائية. ولا تقل أزمتا العراق ودارفور إلحاحاً أو أهمية عن أزمتي لبنان وفلسطين .. فالأولى تحتاج إلى موقف عربي واضح يساعد على إنهاء سفك الدماء وتهيئة الأجواء لانسحاب أمريكا وحلفائها من الأراضي العراقية قبل تدمير ما تبقي من العراق . والثانية تتطلب جهوداً منسقة وقوية لجمع طرفي الأزمة ( الحكومة وحركات التمرد ) على مائدة التفاوض للتوصل إلى اتفاق ينهي معاناة سكان الإقليم ويقطع الطريق على الأطماع الخارجية . وهذا هو ما حاولت مصر والمملكة دائماً عمله وتحتاجان لتعاون أطراف كل مشكلة معهما لتحقيق الهدف المنشود .
وقال الكاتب إبراهيم نافع في عموده اليومي بجريدة الأهرام (حقائق) إن القمة السعودية المصرية التي عقدت في مدينة الرياض تأتي ضمن الجهود التي يبذلها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز والرئيس حسني مبارك من أجل تذليل العقبات التي تعترض عقد القمة العربية المقبلة بمدينة دشق.وأكد نافع أن هناك توافقاً سعودياً مصرياً على ضرورة تسوية الأزمة اللبنانية قبل حلول موعد القمة العربية المقبلة، وذلك من خلال قبول المعارضة اللبنانية -المدعومة من سوريا- ببنود المبادرة العربية والتي تتمثل بالأساس في إجراء التعديل الدستوري اللازم لانتخاب قائد الجيش العماد ميشيل سليمان رئيساً للجمهورية، وتشكيل حكومة وحدة وطنية بمواصفات تضمن وتراعي مصالح الأطراف المختلفة.
ونقلت صحيفة الجمهورية عن أحمد أبوالغيط وزير الخارجية المصري تأكيده أن الرؤية السعودية المصرية متفقة بالكامل حول القضايا المهمة في المنطقة.. وأن مباحثات الزعيمين السعودي والمصري ركزت على العلاقات الثنائية وكيفية الاستمرار في دعمها وتنميته وشدد على أن هناك تفاهماً سعودياً مصرياً وتفاهماً سعودياً لموقف مصر من مسألة قطاع غزة.
وأشارت الجمهورية إلى أن البلدين لا تدخران جهداً من أجل استعادة التنسيق العربي ومعالجة الخلافات التي تعرقل هذا التنسيق وتقلل من إمكانيات الدول العربية في التأثير على المستويات السياسية والاقتصادية والإعلامية بما يخدم الأهداف والمصالح العربية العليا.
وقالت صحيفة الأخبار في الافتتاحية إن اللقاء متواصل بين الزعيمين العربيين يستهدف التضامن العربي إزاء مشاكل المنطقة ومن أجل تنسيق المواقف لتجنيب المنطقة التوترات ومن أجل عقد القمة العربية بدمشق بمواقف موحدة لتكون النتائج على قدر النوايا.