طهران - أحمد مصطفى
تواصل إيران احتفالها بتقرير البرادعي؛ ورغم أن التقارير الأخير للبرادعي لم يأت بشكل كامل، كما صرحت سابقاً إيران إلا أن الإيرانيين يعتبرون الجزء الأكبر من التقرير لصالحهم؛ وقد تواصلت الاحتفالات وتبادل المسؤولون برقيات التهنئة فقد أعلن هاشمي رفسنجاني رئيس مجلس خبراء القيادة في إيران أن أمريكا تستغل الموضوع النووي الإيراني بشكل عدائي وتختلق الذرائع للنيل من إيران.
وقال رفسنجاني خلال افتتاح الاجتماع الثالث لمجلس خبراء القيادة في دورته الرابعة مساء الأحد بطهران: لقد اتضح لنا هذه الأيام أن الأمريكيين يسيئون استغلال الموضوع النووي بشكل عدائي ويختلقون الذرائع للنيل من إيران. وأضاف: فيما يتعلق بوجوب الإذعان للقرارات الدولية فإننا نقر بذلك أيضاً، إلا أن تصرفهم حيال الموضوع النووي الإيراني طائش.
وأوضح رفسنجاني (أنهم مارسوا ضغوطاً كثيرة على الوكالة الدولية للطاقة الذرية قبل أن تقدم هذه الوكالة تقريرها النهائي حول الموضوع النووي الإيراني، حتى أن البرادعي مدير عام الوكالة الدولية أعلن أنه يتعرض لضغوط وأن اتصالاته الهاتفية تخضع للتنصت، أن هذه التصريحات من مسؤول كبير في الوكالة الدولية للطاقة الذرية ليست عادية وهي تمثل كشف أسرار).
من جانبه أكد الرئيس الإيراني أحمدي نجاد الذي كان من أكثر الشخصيات الإيرانية احتفالاً بتقرير البرادعي: أن على القوى المتغطرسة أن تعترف بأخطائها ضد إيران، وقال الرئيس نجاد مخاطباً الدول الغربية في رسالته التي نشرتها وسائل الإعلام الإيرانية: أن إيران تعتبر الموضوع النووي منتهياً، إلا أنه في حال اتخاذ أي إجراء غير منطقي من قبل القوى المتغطرسة، فإن إيران سترد من خلال إجراءات مماثلة.
وأضاف أن هناك جانبين في الموضوع النووي مرتبطين ببعضهما، الجانب العلمي والتقني والجانب السياسي، موضحاً أنه في الجانب الأول هناك عدة دول تريد أن تحتكر التقنية النووية لكي تهيمن من خلالها على الدول الأخرى على المدى الطويل.
أما في الجانب السياسي فإن القوى المتغطرسة فرضت الحصار قرابة 30 عاماً على إيران ومارسوا عليه الضغوط من خلال مختلف الإجراءات لكي لا يواصل أي أحد مسيرة الشعب الإيراني، إلا أن هذه القوى ترى اليوم أن هذا الشعب تمكن من التوصل إلى التقنية النووية السلمية تحت ظروف الحصار والضغوط، وهذا أمر صعب للغاية على القوى الكبرى ولا يروق لها.
في السياق ذاته أكد حداد رئيس البرلمان الإيراني: أن أي عمل يقوم به مجلس الأمن الدولي تحت ضغط أمريكي بعد تقرير الوكالة الدولية للطاقة الذرية الأخير، يعتبر عمل غير مبرر وقال عادل: تقرير البرادعي يعتبر نصراً كبيراً لأننا أثبتنا أن الحق معنا، وكنا نقول منذ البداية إننا لا نريد استخدام الطاقة النووية لأغراض عسكرية وأنشطتنا سلمية بحتة.
وأضاف، أن تقارير البرادعي وبخاصة تقريره الأخير يمثل اعترافاً بحق إيران مؤكداً أن هذا التقرير يدل على أن الضغوط التي تمارسها أمريكا ومن ساروا على أثرها مثل حكومتي بريطانيا وفرنسا لا تتعدى كونها ذرائع.
وكان المتحدث باسم الخارجية الإيرانية محمد على حسيني قد هدد مجلس الأمن من مغبة إصدار قرار ثالث للعقوبات قائلاً: إنه إذا صدر قرار دولي جديد ضد إيران فإننا سنتخذ القرار اللازم طبقاً لمحتواه ومضمونه.
وقال حسيني في مؤتمره الصحفي الأسبوعي: لقد أعلنا دائماً أنه إذا صدر قرار دولي جديد فإننا سنتخذ قرارنا في حينه بعد التعرف على مضمونه وطبيعته.
وأضاف حسيني لقد كان موقفنا من القرارات السابقة بنفس الصورة حيث اتخذنا القرار المناسب وفي حال صدور قرار جديد فسنتخذ القرارات الضرورية وسنعلنها في حينها.