Al Jazirah NewsPaper Monday  25/02/2008 G Issue 12933
الأثنين 18 صفر 1429   العدد  12933
من القلب
الأمير الإنسان والمسؤول
صالح رضا

قال أحد الحكماء ذات يوم: (أنا لست بنادم إلا لأن لي حياة واحدة لأبذلها من أجل وطني) وقِيل في الأثر (حب الوطن من الإيمان).. وإنني أرى هذين القولين متجسدين أمامي في أسمى المعاني وأبهاها في الإنسان والمسؤول الأمير خالد الفيصل بن عبدالعزيز، ويعلم الله وحده بأنه ليس لي معاملة أو حاجة من قريب أو بعيد في إمارة منطقة مكة المكرمة، وليس لي هدف خاص أسعى إليه، وإنما هي كلمة حق أقولها بصدق في هذا الأمير الاستثنائي بكل ما تعنيه الكلمة من معانٍ، فخالد الفيصل هذا الأمير هو مجموعة رجال موهوبين في رجل واحد، فهنا خالد الفيصل الإنسان بكل ما تعنيه الكلمة، وهناك خالد الفيصل الأمير الحازم والإداري المتمكن في ديوان الإمارة، وهنا الشاعر المرهف والمؤثر وكأنه قد قدم من وادي عبقر، وهناك هو الرسام الفنان الذي صنع بموهبته أجمل وأعظم اللوحات.

* جذبتني بقوة جولة خالد الفيصل للقرى والفيافي، وأكبرت فيه توقفه كثيراً عند الأرامل والنساء الطاعنات في السن اللاتي يستوقفنه في الطريق العام ليبثثن له بشكاواهن، فيصغي في صبر نادر لكلامهن وشكاواهن.

* بالأمس كان في الليث وضواحيها وحاضرتها وباديتها، واليوم هو في رنية وتربة والخرمة وباديتها وحاضرتها وقراها وهجرها، لم يتعب أو يختصر (الطريق)، بل كان حريصاً على أن يصل إلى كل قرية وهجرة، أتعب مرافقيه ولم يتعب ولم يكل أو يمل من الاطلاع والتوجيه والتحري والبناء والتفقد والإنجاز في مصداقية عُرف بها خالد الفيصل.

* حتى الحيوان كان له من جهد الأمير سهم في جولاته، فأطلق الغزلان والحباري في المحميات لترتع وترعى وتنمو وتتكاثر كثروة حيوانية يتم إعادة تأصيلها في أرضها وبيئتها.

* والدي - رحمه الله - كان من أشد الناس إعجاباً وإكباراً بهذا الأمير النبيل وكان يتتبع أخباره طوال إمارته لمنطقة عسير موطن أبي وأجدادي وأهلي وعزوتي.

* أشعر أن خالد الفيصل قد يكون قدم متأخراً لمنطقة مكة المكرمة التي هي في حاجة ماسة لمن هو في قامة هذا الأمير الذي فرض هيبة الدولة بتواضع الكبار وحزم المقتدر واستقامة الذات والزهد في المظهر والمحفل وكأني به يسابق الزمن لتحقيق الكثير من المشاريع الإنمائية والخدمية للقرى والفيافي قبل أن ينعم بوضع حجر الأساس للكثير من المشاريع في مدن المنطقة.

* لقد تأخرت يا سيد القوم في القدوم، لكنك حضرت ومن يكافح ليجعل وطنه أفضل.. فإن الوطن يحبه أكثر.. وقد قيل من يجرؤ على اعتبار نفسه فقيراً عندما يكون غنياً بحب وطنه.. ذلكم هو خالد الفيصل بن عبدالعزيز، وإن لم يكن هذا غريباً على مثله فهو ابن من ... رحم الله أباه وجده فهذا الشبل من أولئك الأسود.

جحا أولى بلحم ثوره!!

إخواننا المصريون من أكثر الشعوب محبة لنا في المملكة العربية السعودية، لكن مشكلتهم أن لديهم إعلاماً أحادي النظرة أو لنقل شديد المحلية، فهم يعتبون علينا عتب المحب.. ويتساءلون لماذا السعوديون والسعودية لم يقوموا بتكريم منتخبهم الوطني الذي حقق بطولة كأس الأمم الإفريقية؟!، وليت إخواننا المصريين قد سبقونا فكرَّموا المنتخب السعودي ولو معنوياً في تحقيقه لكأس الأمم الآسيوية عدة مرات أو وصولنا لكأس العالم أربع مرات متتالية بينما هم وصلوا لكأس العالم مرتين يفصل بينهما عشرات السنين، فليتهم ينصفون منتخبنا ولو من باب الاحتفاء الإعلامي على الأقل.. فالإعلام المصري يغيِّب عن غير قصد كل إنجازاتنا الرياضية في حين نحن أعطيناه العناية الإعلامية القصوى ولم يكتفوا بذلك، بل أرادوا تكريماً مالياً ومعنوياً من المملكة للمنتخب المصري، رغم أن الإخوة المصريين قد لا يعلمون أن أغلب ملاعبنا يجلس فيها الجمهور على (الصبات) الإسمنتية المسلحة، وجل الأندية السعودية تعاني من العوز وقلة الموارد المالية، وهناك الكثير من القصور المالي الذي تعاني منه الاتحادات والأندية السعودية وهناك الكثير ممن ينتظرون التكريم من لاعبين وغيرهم، لكن الإمكانات المادية وقفت حاجزاً أمام تكريمهم، لذلك فنحن وحسب المثل المصري الشهير أولى (بلحم ثورنا) إن كان هناك لحم.. وكل إنجاز مصري والكرة المصرية والمصريون بألف خير.

نبضات!!

* من فضل الله على هذا الوطن والمواطنين أن جعل لهم حكاماً منهم، قلوبهم ومكاتبهم مفتوحة للمواطن العادي، بينما يحظى الصحفيون بمعاملة أكثر من ممتازة، في الوقت الذي نرى فيه ونسمع ونقرأ أن هناك من العامة من تبوأ مهمة ليؤديها من أجل الصالح العام، فإذا به يستكبر وكأنه أتى بما لم يأت به الأوائل، فيظن في نفسه الظنون ويعتقد أنه فوق الآخرين، وأن التواصل مع الصحافة النظيفة التي هي مرآة الوطن والمواطن فإنها لا تحظى باهتمام سعادة ال...!!.. وعش رجباً ترى عجباً.

* جاء تأييد الاتحاد السعودي لكرة القدم لمحاولة نادي الشباب استضافة كأس العالم للأندية ليكشف بجلاء مدى الهوة التي تفصل بين أمانة الاتحاد تحديداً وواقع الرياضة والبطولات والمسابقات القارية والدولية.. فعلاً موقف مخجل!!

* أتساءل كم كرتاً أحمر أو أصفر أعطى الحكم عبد الرحمن العمري للاعبي الاتحاد رغم كثرة تحكيمه لمباريات الاتحاد؟!! من معرفة عددها تعرف لماذا الاتحاديون متمسكون بالعمري رغم الانبراشات!

* متى نرى مباريات كرة قدم حقيقية نشعر معها بالمتعة غير التي تُدار من قِبل حكام أجانب فقط لا غير!!

* تابعت معظم مباريات كأس الأمم الإفريقية الأخيرة فلم أرَ (انبراشة) واحدة أو كوعاً واحداً كما يفعل لاعبو أحد الأندية المحلية!!

* لاحظ الجميع أن هناك لاعبين متميزين، لكن بعد حصولهم على مبالغ طائلة جراء تجديد عقودهم هبط مستواهم بشكل كبير ومرعب، مثل نواف التمياط وعمر الغامدي ومحمد الشلهوب وكلهم من نادي الهلال.. فأين الخلل؟!!

شكر خاص: لفضيلة الشيخ سعد بن محمد الموينع على إطرائه لما كتبه العبد الفقير لله في مقال الأسبوع الماضي، وعلى ما خصني به من كريم أخلاقه، أكرر شكري وتقديري لفضيلته وإن شاء الله نكون عند حسن ظن هذه الفئة المباركة من فئات مجتمعنا السعودي المثقفة والمتمكنة علماً وخلقاً.



لإبداء الرأي حول هذا المقال أرسل رسالة قصيرة SMS  تبدأ برقم الكاتب 6891 ثم إلى الكود 82244

 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد