كنت أقرأ قبل أيام تصريحاً لإداري في أحد أندية حائل يتحدث فيه عن معاناة فرق النادي في السفر من وإلى حائل، وذلك نتيجة لعدم توفر رحلات الطيران المناسبة والمنتظمة في مواعيدها، الأمر الذي يضطرهم أحياناً إلى السفر عن طريق البر وإلى مدن بعيدة جداً، وأن هذا يؤثِّر سلباً على مستوى وأداء فرق النادي في مبارياتها المقامة خارج حائل.
إذا كان وقع أزمة الطيران على الشباب وفرق الألعاب بهذا الشكل، فكيف هي على المرضى المرتبطين بمواعيد محددة في المستشفيات، وعلى العائلات وكبار السن، وعلى غيرهم ممن لديهم مهمات عمل أو المواصلة في رحلات خارجية؟! بل كيف يكون تأثيرها على سياحة المنطقة وعموم مشاريعها التنموية وبرامجها الاستثمارية، والتي لن تحقق أهدافها المنشودة إلا بوجود رحلات طيران قادرة على استيعاب هكذا طفرة واسعة وشاملة، وتأمين رغبات واحتياجات الأعداد الهائلة من المسافرين؟!
الناس في حائل وبمختلف شرائحهم وظروفهم واهتماماتهم يتطلعون إلى عودة بعض رحلات المؤسسة المرموقة وطيبة الذكر (الخطوط السعودية) بين حائل والعاصمة الغالية الرياض، لأنها (أي السعودية) بخبرتها وأجهزتها وإمكاناتها وحدها القادرة على إيجاد التوازن في المنطقة والإيفاء بالالتزامات والمتطلبات المتناغمة مع حاجة الناس ومع ما تشهده من حركة دؤوبة ومتغيِّرات متسارعة في شتى المجالات، وتحديداً النقل الجوي بين حائل ومعظم مناطق المملكة.
وتستمر الفضائح
يبرّر طلال آل الشيخ عدم حضوره اجتماع لجنة كأس العالم للأندية بسبب انشغاله مع المنتخب الأولمبي في التصفيات المؤهلة لأولمبياد بكين، ومثله يوضح أمين اتحاد الكرة فيصل عبد الهادي عدم رده على استفسارات واتصالات الإعلاميين بسبب ارتباطاته العملية المزدحمة ورحلاته واجتماعاته المتعددة داخل المملكة وخارجها.. وبين هذا وذاك (ضاعت الطاسة) وغابت أو غيّبت الحقيقة وفقدت الكرة السعودية وأنديتها فرصة استضافة بطولة عالمية، ليس هذا فحسب، بل كشفت الفضيحة الأخيرة صحة ما كنا نقوله ونحذّر منه في مواقف سابقة، بأن أمانة الاتحاد وعدد آخر من الجهات واللجان التابعة لاتحاد الكرة بحاجة إلى غربلة شاملة، وإلى تعيين كوادر متفرّغة ومتخصصة ومؤهلة لإدارة الشؤون التنظيمية والفنية والقانونية لاتحاد الكرة..
علينا ألا نلجأ إلى تبسيط الأمور فيما حدث، أو أن تتحول العملية إلى مجرد صدامات إعلامية وملاسنات كلامية ليس الهدف منها الدفاع عن عبد الهادي وآل الشيخ لاعتبارات شخصية وعاطفية فقط وإنما لإيهام الناس والمسؤولين بأن الموضوع لا يستحق كل هذه الزوبعة، وبالتالي تمرير الكارثة دون مساءلة رسمية واتخاذ قرارات جريئة تحمي الكرة السعودية، وتحفظ لها مكانتها وسمعتها ومكاسبها..
الأكيد أننا أمام مشهد يدل على أن هنالك أخطاء فادحة وآليات فوضوية أثناء الاختيار لمثل هذه المناصب الإدارية الحساسة، والأغرب والأسوأ من ذلك أن الأسماء ذاتها تتكرر في مواقع عدة وتتولى مهام ومسؤوليات مختلفة، وهذه كلها مجتمعة دروس قاسية نأمل الاهتمام بها وأخذها بعين الاعتبار في مرحلة ما بعد انتخاب وتشكيل المجالس الجديدة للاتحادات الرياضية واللجان التابعة لها..
الجزيرة تكسب
أعلنت قناة الجزيرة الرياضية فوزها بحق النقل الحصري لمباريات دوري أبطال أوروبا لكرة القدم ابتداءً من الموسم المقبل ولمدة ثلاثة مواسم، وكذلك امتلاكها حقوق بث عدد من المسابقات الأوروبية الكبرى في مقدمتها الدوريان الإسباني والإيطالي، كما تمتلك حقوق مسابقات الكأس في إسبانيا وإنجلترا وفرنسا، إضافة إلى نهائيات كأس أمم أوروبا المقبلة التي تستضيفها سويسرا والنمسا الصيف القادم.
إزاء كل ذلك وبعد اتخاذ الإجراءات الكفيلة بزيادة عدد القنوات المشفرة للجزيرة، ها هو مدير القناة أيمن جادة يؤكِّد أن القناة لا تنوي زيادة قيمة الاشتراك السنوي للحصول على بطاقة فك الشفرة، وقائلاً: حتى لو اضطرت لذلك مستقبلاً بسبب ارتفاع الأسعار العالمية فإن الزيادة ستكون بنسبة يسيرة.
في المقابل ولتوثيق العلاقة مع المشاهد السعودي واكتساب ثقته، لا أدري ماذا ستفعل القناة المحسوبة علينا (ART) لمواجهة خطر واكتساح (الجزيرة)..؟! وهل ستستمر في المبالغة وتحديد رسوم اشتراك مرتفعة في حدود (1000) ريال سنوياً، في الوقت الذي لا يزيد فيه الاشتراك السنوي الكامل للجزيرة على (110) ريالات وبإجراءات سهلة وميسَّرة وبتغطيات ومتابعات عالية الجودة..؟!
لمصلحة ال(ART) ولزيادة انتشارها، مطلوب منها أن تراجع حساباتها فيما يخص رسوم الاشتراك، وضرورة تخفيضها إلى الحد الذي يجعلها في متناول أغلبية المشاهدين السعوديين، خصوصاً في ظل المنافسة القوية والجادة والخدمات المتميزة والأسعار المغرية من قناة الجزيرة.
* * *
* (قصيدة خالد الفيصل الأولى) إهداء غال من المؤلف والزميل الأستاذ محمد القدادي لكتاب رائع يحكي بالرصد والمعلومة والوثائق حياة الأمير الشاعر والرياضي والإنسان خالد الفيصل.. وهو بمثابة الإضافة الثمينة للمكتبة السعودية التي تحتاج لهذا النوع من الكتب المتميزة شكلاً ومضموناً وطباعة.
* ظهر أمين اتحاد الكرة فيصل عبد الهادي في (الإخبارية) ليدافع عن نفسه ويبرئ ساحته فجاءت كلماته وإجاباته لتثبت فداحة أخطائه وصحة الاتهامات الموجهة إليه..!
* طلال آل الشيخ نفسه اعترف وقال إنه أخطأ بينما البعض يرى عكس ذلك.. هكذا يدافعون..!
* من المحزن أن يصل مستوى الطائي بتاريخه الحافل بالصمود والكفاح والإثارة إلى هذا الوضع المتردي المتهالك..!
* قلناها من زمان وفي بداية الدوري، البطولة اتحادية.. يستاهلها العميد..!
abajlan@hotmail.com