إذا توافرت النعم على العباد وجب عليهم أن يشكروها، فلقد بين الله سبحانه في كتابه الكريم أن من أسباب كثرة النعم ورغد العيش وسعة الرزق شكرها حيث يقول - عز وجل -: {وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِن شَكَرْتُمْ لأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِن كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ} (7)سورة إبراهيم.
وأنعم الله عندنا لا يحصيها العد ولا تقف عند حد فهي في أنفسنا وفي بيوتنا وفي بلادنا - ولله الحمد والمنة -، وأن نعم الله تعالى التي أنعم بها على هذه البلاد لا توفى حمدا، ولقد أمرنا الله أن نتأمل في أنفسنا وننظر في هذه النعم ولكن الناس في زحمة الحياة واتصال شواغلها قد ينسون شكرها، بل إن البعض وللأسف يقابل هذه النعم بالتنكر لها، وقد شاعت في هذه الأيام بين بعض الناس من الجهال في المنتديات وفي الرسائل القصيرة في سياق الطرائف والنكت على زيادة بدل غلاء المعيشة على وجه التهكم والسخرية وهذا مما ينذر بخطر نخشى أن يكون من كفران النعم والعياذ بالله.
فالحذر الحذر.. لذلك لا بد أن نتذاكرها فيما بيننا: فلقد انعم الله على هذه البلاد بنعم عظيمة يجب علينا شكرها وحمدها.
وذلك بشكر الله - عز وجل - أولا وشكر قادتنا وأولياء أمورنا بالدعاء لهم والثناء عليهم.
فإن من أجل نعم الله علينا أن هيأ الله لهذه البلاد ولاة عادلين صالحين يحكمون بأمر الله وشرعه ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر، فبسط الله على أيديهم النعم الوافرة التي يعيشها هذا الشعب الكريم، أولا نعمة الأمن وبسطه على أرجاء البلاد الطاهرة، وخدمة الحرمين الشريفين، ورغد العيش.
فها هي النعم والمكرمات تتنزل بفضل الله ومنّه على بلادنا بين يدي الحاكم العادل وملك الإنسانية - حفظه الله - الذي حرص على بناء هذا الوطن الشامخ وبناء الإنسان السعودي ورفع همم وقدرات ومهارات قادة التخطيط ومسؤولي التنفيذ ومباشريه تحت شعار إدارة قوية وعزم أكيد. والمتمثلة في وضوح الأهداف البعيدة والقريبة وفي صدق النية والإخلاص في العمل. والاستثمار الأمثل في بناء الإنسان ليصبح هو أساس النماء والإنتاج والإبداع والعطاء.
فها هو قائد الخير خادم الحرمين الشريفين يغدق على شعبه بهذه المكرمات يدفعه إلى ذلك الوازع الديني والرحمة والكرم والحكمة والفكر الرشيد والرؤية الثاقبة، ويقدم خطوات إيجابية تسهم في تحسين المستوى المعيشي للمواطنين والمتمثلة في زيادة الرواتب وصرف بدل غلاء المعيشة وزيادة مخصصات الضمان الاجتماعي وبناء الإسكان التنموي وتخفيض الوقود ودعم بعض السلع وإعانات الأعلاف وتوزيع المساعدات العينية للمتضررين من برد الشتاء.
وغيرها كثير تلك هي بعض نعم الله علينا فأشكروا الله وأطيعوه لعلكم تفلحون.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
fakhry@163.com