أرض الكنانة طالعت عيناها |
في العز والمجد التليد أراها |
حباً يخالط بالشغاف حنينها |
وإلى تباشير الصباح دعاها |
قد أذن الداعون من أبنائها |
حتى يقيموا بالمضاء عُلاها |
جيل تفرد بالبناء وقد رأى |
أفقاً من الأمل الجميل شداها |
ومضى يشيد في حضارته التي |
في كل ناحية تبث شذاها |
وتسطّر الأمجاد في عليائها |
فخراً يصافح في المدى يمناها |
وتلفّت التاريخ يشهد دولة |
تعطي بخالص روحها لذُراها |
هي درة التاريخ تغزل حبها |
تهدي إلينا بالوفاء ضحاها |
تهدي إلينا بالمحبة ظلها |
تهدي من النيل العظيم مناها |
يا مصر يا مهد الحضارة أقدمي |
إن الحضارة أبصرت برؤاها |
في موكب الطير المرفرف حولنا |
قمنا نراقب في الحياة عراها |
مشت القرون إليك تبعث فخرها |
ليطل من بين الغصون نداها |
أهرامك الشمّاء عانقت السما |
وهناك في حضن الذرى تتباهى |
يروي القريب إلى البعيد حديثها |
عن ما أطل بأرضها وسماها |
يا أيها الجمع الكريم تحية |
فيض القصيد معطر بشذاها |
هي باقة الحب التي أشدو لها |
نغماً يداعب بالنسيم هواها |
أبطال مصر ويا وجاهة عمرها |
أنتم لكل فضيلة سقياها |
أنتم عيون القائمين بخلدها |
أملاً يعانق صبحها ومساها |
أنتم ملاذ المتعبين بأرضها |
أنتم إليها طبها ودواها |
أنتم لها صوت أبيّ حولها |
أنتم دروع حصونها ورباها |
أبطال مصر ويا محبة روحها |
هلا سمعتم في الربوع صداها |
وهي التي نادت بأعلى صوتها |
إن الحياة تريدكم أحلاها |
إن الحياة تناجي في أبطالها |
حتى يقودوا للنعيم خطاها |
الشمس يحتضن الكنانة دفئها |
ومروجُ حب تحتوي فحواها |
أرسل جبينك كي يعانق حضنها |
ويلاقي من بين السنا يمناها |
وجه الطبيعة قد تغنى حبها |
والبلبل الولهان قد غناها |
في موكب النور المرفرف حولنا |
تسمو المشاعر من بريق سناها |
يا مصر أزهرك العظيم منارة |
زكى النفوس على التقى وهداها |
هو قلعة العلم التي تفضي لنا |
نبعاً يوضح للدنا مغزاها |
إنا نمد إلى الصديق أكفَّنا |
ومن العذاب نذيق من عاداها |
إنا لنؤمن بالإخاء ولا نرى |
إلا التوحد في صفوف قواها |
ونشد بالإخلاص أزر عروبةٍ |
حتى نحقق وحدة صغناها |
|