إبراهيم بن عبدالله اليوسف، من لا يعرفه؟ فهو نار على علم في رواية الشعر النبطي عند أصحاب الاختصاص وغيرهم، وإضافة إلى ذلك هو شاعر لكنه مقل.
ولد إبراهيم اليوسف في الأسياح بالقصيم 1354هـ. نشأ وترعرع في هذه المنطقة واحتك ببعض الشعراء الكبار واستفاد منهم وحفظ أشعارهم ولا سيما أن بيئة (الأسياح) فيها شعراء كبار ومجالس للشعراء معروفة من الحاضرة والبادية.
ثم قصد الرياض وتنقل في بعض الأعمال إلى أن استقر في وزارة التربية والتعليم (المعارف سابقاً) حتى تقاعد قبل سنوات.
وكانت بدايته مع الإعلام في الإذاعة السعودية بالرياض ملازماً للشاعر المعروف والرواية الجهبذ وابن بلدته منديل الفهيد (رحمه الله) ومساعداً له.
وبعدما ترك منديل الفهيد الإذاعة وبرنامجه المعروف (من البادية) تولاه أبو يوسف إلى وقت قريب. ثم سانده في البرنامج الثاني ببرنامج (قصة وأبيات) المعروف الذي استمر حوالي عشر سنوات وتوقف. ثم أصدر هذه القصص في كتاب من ثلاثة أجزاء.
عرفته منذ أكثر من ثلاثين عاماً بل وزاملته فكان ومازال رجلاً شهماً، كريماً، متواضعاً، دمث الأخلاق عفيف النفس واليد وذو حياء، محبوباً من الجميع. وصاحب خط جميل جداً وأحبابه وأصدقاؤه ومعارفه لا حصر لهم في داخل المملكة وخارجها يقصدونه في بيته مفتوحاً لهم من زوار وضيوف لا يمل أبداً، يستقبلهم ببشر وبشاشة وترحيب لا نظير له.
استفاد منه الكثير من الشعراء والأدباء والرواة وحتى الأكاديميين في الجامعات السعودية وأمريكا في دراسة الشعر والمأثور الشعبي.
تجول في أنحاء المملكة بقراها ومدنها وأريافها وباديتها وكذلك خارج المملكة لجمع الشعر الشعبي والقصة المأثورة من أفواه الشعراء والرواة وكتب بقلمه ودون. وسجل الكثير من الأصوات النادرة، ثم أودعها الإذاعة السعودية. وهو الآن يحتفظ في مكتبة بيته بالكثير من الكتب والتسجيلات والمخطوطات وغيرها.
وهذا هو أخونا أبو يوسف بيننا متعه الله بالصحة والعافية وختم لنا وله ولجميع المسلمين بالخيرات. وهو حي يرزق نهر من العطاء غير المحدود.. وسؤالي؟
ألا يستحق هذا القامة المديدة أن يكرم؟؟
أين وزارة الإعلام والإذاعة السعودية وجمعية الثقافة والفنون والنوادي الأدبية والمنتديات وقنوات الشعر وغيرها من تكريمه.. وإلى متى الانتظار؟
وجهة نظري التي أصر عليها وأرددها دوماً أن مثل إبراهيم اليوسف في مجتمعنا كثيرون ممن خدم الثقافة والأدب والموروث الشعبي والشعر بشقيه فيجب أن يكرموا وعلى أعلى المستويات، عرفاناً بفضلهم وريادتهم وأسبقيتهم وللجهود التي بذلوها وعانوا من أجلها الكثير لحفظ تراثنا ليطلع عليه أبناؤنا وأجيالنا القادمة وليكتبوا قصة هذا الوطن الجميل. إنها دعوة صادقة من القلب لعلها تجد صدى لها.
وقبل فترة بسيطة توقف برنامج البادية المشهور في الإذاعة السعودية الذي بدأه منديل الفهيد وأكمله إبراهيم اليوسف بعد خمسين عاماً من البث. وكذلك بدأت الإذاعة السعودية في إعادة بث برنامج (قصة وأبيات).
ومثل هذه البرامج كان لها دور ريادي في إسعاد الناس وتوجيههم للصفات الطيبة والأخلاق الكريمة وتتبع مآثر وصفات الآباء والأجداد وعاداتهم وكذلك ساهمت في الترفيه عنهم في وقت لم يكن الترفيه فيه متاحاً. فجمعت مثل هذه البرامج الترفيه والمتعة والتوجيه الطيب.
وفق الله الجميع لفعل الخير دوماً ولخدمة الوطن الغالي في ظل حكومتنا الراشدة.