التواضع هبةٌ من الله - عز وجل - يخص ويمن بها على من يشاء من عباده، ولا يستطيع أي إنسان أن يكسب أو يتصف بها من خلال منصب أو جاه أو ما شابه ذلك، هي صفة فطرية يخلق بها الإنسان ولا يتخلق بها، فحب واحترام الناس لشخص مثلهم هي من التواضع الذي وهبه الله، فمن تواضع لله رفعه..

تعرفت في هذه الدنيا على إنسان لم يعرفني، لأنه دخل القلب دون مقدمات، أراه في كل مناسبة خلف شاشة التلفزيون أو في الجريدة أو احتفال أو لقاء للمواطنين يشرفه، فازددت يقيناً بأن رب العالمين قد وهبه صفة يغبطه عليها كثير من البشر حتى أصبح مثالاً يحتذى به في التواضع والخلق الرفيع في عصرنا الحديث.

فيصل بن بندر بن عبد العزيز أمير منطقة القصيم، وبدون مقدمات أو ألقاب رنانة عرفناه بتواضعه وعمله وأدبه الجم وابتسامته الرائعة التي لا يتصنعها أبداً إنما تأتي عفوية بشكل أبوي وأخوي مع كل من يقابله ويتقدم للسلام عليه والحديث معه. تميز سموه بدماثة الخلق وسلامة القلب فجعل كلماته تدلف أبواب قلوبنا دون حاجز لأنها خرجت من قلب صادق، فهو يحاكي بلطف ويعاتب بحنية ويوجه بأخوة ويستمع بإنصات ملغياً كل الحواجز وتاركاً المجال لأن يفصح كل من يقف أمامه بما يجول في خاطره.

أسأل الله أن يرفع قدره، ويجعل تواضعه وحبه للناس وحب الناس له شفيعاً له يوم القيامة.