Al Jazirah NewsPaper Monday  25/02/2008 G Issue 12933
الأثنين 18 صفر 1429   العدد  12933
نهارات أخرى
صباح الخير يا دنيا!
فاطمة العتيبي

ونوء سعد الذابح يودعك..

تنزع آخر ورقة من أيامه..

** أبخرة قهوتك تتصاعد من فنجانك الصباحي.. لتتسرب من هناك.. إلى حيث أشعة الشمس التي تلقي على أوراقك وأحبارك صباحها الجميل من نوافذ ممتدة على كامل الحائط يمينك..

** تفتح نهر الشبكة العنكبوتية في عينيك المشتعلة حباً للحياة والفأل والجمال..

تستحيل هذه الغرفة الممتدة بأثاثها المكتبي الجميل.. إلى ضجيج مدوٍ من تلاقح الآراء ووجهات النظر وسيل المعلومات..

ترتشف آخر قطرة من قهوتك.. والكلمات التي تتجاذبها الرؤى المختلفة تعبئ شاشة كمبيوترك....

لوم.. عتب.. ثناء.. هجوم.. مع.. ضد.. نقاش منطقي.. رأي سديد..

دون انتظار لرد أو نشر لاسم في زاوية.. فقط هو هدف أبعد.. البحث عن الجدوى.. عن الحقيقة..

قارئة وقارئ يبحثان عن عينيك ليقولا لك.. إننا نقرأ له.. ولا نريد إلا أن تظل أن تكتب..

** منذ عشرين سنة احتفلت بأول رسالة من قارئ بأن قصصت اسمه وأخفيته ارتباكاً وخوفاً أن يقول أهلي.. لتغلقي النافذة التي تأتيك منها الريح..

لم أغلق النافذة.. حيث لم يقل لي أحد ذلك قط..

ولم أتركها مفتوحة إلا لريح تحمل معها روائح المطر النقية..

كتلك النافذة التي تزورني منها الشمس الآن في هذا الصباح في وسط مدينة الرياض حيث مكتبي الذي ألتقي فيه عطركم الجميل عبر شاشة كمبيوتري الدافئة دائماً بكم.. في وسط نوء الذابح أو في نهايته..

** الكاتب الذي له مثل هذه الدنيا الجميلة.. الحزينة باللغة البهية.. والشمس المشرقة..

يتملكه شعور دائم بأنه مثل طير حر تصطفق أجنحته في السماء..

يفردها ذات اليمين.. وتارة ذات الشمال..

يتبع رائحة المطر.. والوسم وملامح الربيع والسحاب الندي بالمساء.. يفر من رائحة الموتى ويتوق إلى الحياة..

** لا يكف منقاره عن الفأل.. وإلقاء التحية الفائضة بالحب.. لكل من يعرف ومن لا يعرف..

فصباح الخير أيتها الدنيا الجميلة!!

وصباح الخير لكل القراء الذين يعبئون حياتي بالكلمات التي لا يريدون من ورائها نشراً ولا رداً!!



fatemh2007@hotmail.com
لإبداء الرأي حول هذا المقال أرسل رسالة قصيرة SMS  تبدأ برقم الكاتب 5105 ثم إلى الكود 82244

 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد