فريق الجزيرة: صلاح مخارش - سعد خليف - راشد الزهراني- عبدالله الزهراني - هيفاء القريشي - منى الشريف:
لخص منتدى جدة الاقتصادي في نسخته التاسعة خمسة عشر قرنا من التحالفات والشراكات التجارية في الجلسة الأولى للمنتدى التي انطلقت فعالياتها صباح أمس الأحد تحت عنوان من البيت إلى العالم بمركز جدة الدولي للمعارض والمؤتمرات.
وفي تقديمه للجلسة أشار الأسترستيروت مذيع ومقدم البرنامج المعروف إلى أن العالم يمر بفترة حرجة مما يحتم ضرورة أن نربح رهان المجتمع لأننا نعيش في مركب واحد ويجب علينا أن نحسن التشارك ونحترم هويتنا وعقيدتنا دون انغلاق والاعتماد على مبادئ تتفاعل مع تطلعاتنا.
وفي بداية الجلسة شكر الدكتور حارس سلازيك رئيس البوسنة المملكة على دورها الذي وصفه بالحكمة من خلال تفاعلها مع قضية البوسنة والهرسك ممثلة في خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين مؤكداً أن البوسنة تعتبر رمزاً ونموذجاً ناجحاً وفاشلاً بعض المرات ونموذجا للتعايش بين الثقافات مما يدفعنا للحفاظ على المبادئ مشيرا في ذات الوقت إلى أهمية الحوار باعتباره الأداة الوحيدة في إطار العولمة وأن الأسرة الدولية تعمل على الحفاظ على المبادئ والخروج من حضارة الصراع، ودعا سلازيك إلى الاستثمار في إمكانيات البوسنة والهرسك خاصة في مجال الحديد والصلب والسياحة منوهاً إلى قرب انضمام البوسنة إلى الاتحاد الأوروبي.
بدوره استحسن صاحب السمو الملكي الأمير تركي الفيصل أن تكون ظاهرة سقوط بعض الأقمار الصناعية مدخلا نحو اقتصاد معولم وأن ذلك يمكننا أن نتعلم ونتفهم منه بأن أهدافنا لا يمكن أن تبنى على الرغبات الشخصية وأن الفوائد التي نبحث عنها مرتبطة بفوائد العالم.
وانتقل الأمير تركي إلى الحديث عن التطورات الاقتصادية في منطقة الشرق الأوسط والتدافع الاقتصادي بفضل ارتفاع أسعار (النفط) مما أدى إلى تنشيط الاستثمار ودفع المملكة إلى تنويع مصادر الدخل والبعد قليلاً عن محور النفط مشيراً إلى الانفتاح الذي تعيشه المملكة مع العالم الخارجي خاصة بعد انضمامها لمنظمة التجارة العالمية، داعياً إلى تعزيز فهم مشترك وأن الطريق الوحيد لتحسين ظروفها هو الاتصال بالآخرين مشيراً إلى أن منطقة الشرق الأوسط كانت قبل (1000) عام محطة لعلاقات تجارية واسعة وأن الحكام العباسيين نجحوا من تلاقح الثقافات مما دفع إلى أن تنتشر الثقافة والمد الإسلامي، وفي ذلك معطيات أساسية تدفعنا إلى مد يدنا للتعاون مع الآخرين نحو أمن وأمان مشترك.
وعدد الأمير تركي الفيصل الخطوات التي اتخذتها المملكة في إطار التعليم والتدريب وبناء مؤسسات جديدة وتعزيز قدرات المناهج مشيراً إلى افتتاح جامعة الملك عبدالله وجامعة الفيصل وغيرهما من الصروح العلمية، إضافة إلى برنامج إرسال 20 ألف سعودي للدراسة في مختلف أنحاء العالم سيعززون جسور الصداقة مع الآخرين.
وناشد سموه المجتمع الدولي بتسريع الخطى لوقف ما أسماه (باحتراق جدران الجيران) في العراق وأفغانستان وفلسطين مؤكداً في الوقت نفسه أن المملكة تعمل لجمع الأطراف من أجل السلام ولها إسهامات كبيرة في المساعدة في الكوارث الطبيعية، وأن المملكة داعمة لضحايا الكوارث في إفريقية ودارفور وإعصار تسونامي وأنها كانت في مقدمة البلدان التي ساعدت في إعصار كايزر وقدمت النجدة بشكل أسرع من الحكومة الأمريكية وخلص سموه إلى القول إلى ضرورة الالتزام بالقيم وانتقالها من البيوت إلى العالم وأن نمو الدول مرتبط بالتمسك بتقاليدها والكراهية والتطرف يهمشان على مستوى العالم.
من جهته أكد الدكتور سلام فياض رئيس وزراء فلسطين أن عنوان المنتدى يرتبط كثيراً بالصراع الإسرائيلي الفلسطيني وأن السلطة الفلسطينية لا يمكن أن تناضل وحدها. ووجه فياض رسالة للعالم عبر منتدى جدة قائلاً (نحن نريد أن تكون دولة فلسطين وعاصمتها القدس) منوهاً إلى أن العالم يتجاوب مع رسالتهم.
وعدد فياض الشراكات الفلسطينية مع الدول العربية واصفاً إياها بأنها ممتدة عبر القرون وأن المملكة كانت في مقدمة الدول التي قدمت مساعدات للفلسطينيين بتعزيز ميزانية الدولة وإطلاق شريان الحياة إضافة إلى دور المملكة في إطلاق مبادرة السلام العربية، وانتقل فياض إلى الحديث عن الدعم الدولي المقدم للدولة الفلسطينية والخطة الثلاثية للإصلاح والتنمية لدعم الميزانية والتحديات التي تواجههم خاصة في نابلس من نقاط التفتيش الإسرائيلية وما يمارس تجاه الشعب الفلسطيني وأنهم يعملون على استقرار الأمن رغم التعديات الإسرائيلية.
وأشار فياض في ختام حديثه إلى إنشاء حساب خاص بالسلطة الفلسطينية لضمان الشفافية مما دفع إلى تلقي المساعدات الدولية.