باريس - الوكالات
واجه الرئيس الفرنسي نيكولا ساكوزي اتهامات أمس الأول السبت بمحاولة تدمير سلطة أكبر هيئة دستورية في فرنسا بسبب قانون لسجن المجرمين الخطرين لأجل غير مسمى.
وتفجّر هذا الخلاف بعد أن وضع المجلس الدستوري قيوداً على قانون أجازه البرلمان في وقت سابق من الشهر الجاري لاستمرار سجن المجرمين الذين يتّسمون بالعنف بعد انتهاء فترة أحكامهم إذا كانوا ما زالوا يعتبرون أنهم يشكل خطراً عاماً.
ووجّه ساركوزي يوم الجمعة الماضي أكبر قضاة فرنسا لبحث سبل تنفيذ القانون على الرغم من قرار المجلس مما أثار اتهامات بأنه يحاول تحدي سلطة هيئة لها الكلمة الأخيرة بشأن ما إذا كان القانون دستورياً أم لا.
وقال روبير بادينتر وهو وزير عدل سابق ورئيس المجلس الدستوري في صحيفة لو موند (إذا كان الرئيس يريد تجاوز قرار للمجلس فهناك طريق واحد واضح وهو.. أطلب من البرلمان أن يغير الدستور).
ووافق المجلس بصفة مبدئية على القانون ولكنه قال إن المخالفين الذين يقضون عقوبة حالياً أو الذين صدرت ضدهم أحكام قبل إجازة القانون لن ينطبق عليهم القانون.
وينطبق القانون على المجرمين الذين يتسمون بالعنف الذين يقضون أحكاماً بالسجن 15 عاماً على الأقل. ونفى ساركوزي أن طلبه محاولة للالتفاف حول سلطة المجلس الدستوري ولكنه قال إنه يعتقد أن من الضروري عليه ضمان حماية الناس.
وقال للصحفيين (هذا هو السؤال الذي أريد أن نجري مناقشة حوله. المهم بالنسبة لي ألا نسمح بإطلاق الوحوش بعد أن يقضوا فترة أحكامهم).
إلى ذلك تميزت زيارة الرئيس الفرنسي لصالون الزراعة صباح أمس الأول السبت في باريس بمشادة كلامية بينه وبين أحد زوار الصالون تم تصويرها وعرضتها مساء صحيفة (لو باريزيان) على موقعها على شبكة الإنترنت.
وبينما كان ساركوزي يصافح زوار هذا الصالون السنوي للزراعة الفرنسية وهو يبتسم تقدم من أحد الزوار ليصافحه ولكن هذا الأخير الذي كان يضع نظارات أجابه على الفور (لا، لا تلمسني). وأجابه ساركوزي على الفور (إذن، انصرف). فرد عليه هذا الزائر بالقول: (لا تلمسني لأنك تلطخني). وقال ساركوزي مجدداً (إذن، انصرف أيها المعتوه المسكين). ورداً على سؤال مساء السبت حول الحادث، رفضت الرئاسة الفرنسية الإدلاء بأي تعليق.
يُشار إلى أنه في تشرين الثاني - نوفمبر الماضي وقعت مشادة أخرى بين ساركوزي وأحد صيادي الأسماك في بروتان (غرب) وأثارت ردود فعل عديدة في مواقع الإنترنت. وقد تهجم الصياد جوليان غياميه (21 عاماً) على ساركوزي في وقت كان فيه صيادو الأسماك الفرنسيون يحتجون على ارتفاع سعر المحروقات لسفنهم.
وقد طلب منه ساركوزي التقدم نحوه وشرح مطالبه ولكن جوليان قال له (إذا نزلت من مكاني فسوف أوجه إليك لكمة)، وعلى الفور قفز من مكانه محاولاً التقدم نحو ساركوزي ولكن رجال الأمن كانوا له بالمرصاد.
وقد دعي هذا الصياد بعد ذلك مع وفد من الصيادين لزيارة قصر الأليزيه في كانون الثاني - يناير الماضي لشرح مطالبهم.