الخريج لم يعد هو الذي أنهى دراساته في التعليم العالي أو الجامعي، أو الثانوي، أو المتوسط أو الابتدائي وبات يبحث له عن عمل ما إنما الخريج هو من تلفظه البيوت ليدور في الشوارع وسوق العمل بحثاً عن وظيفة مناسبة، أو غير مناسبة بحجة (دورت رزق).. طبعاً أي رزق وأي مقسوم!!
الآن، وبعد هذه الهجمة الشرسة على الوظيفة التي أصيبت بمقتل فلم تعد موجودة، ويسمع بها فقط، فخريجو الجامعات والمعاهد وأهل التخصصات سيرضون بأي قسمة حتى وإن كانت بغير التخصص، أما خريجو بعض البيوت - للأسف - فإنهم على استعداد تام وتدريب متقن أن يعملوا بكل شيء.. أي شيء!!.. حتى وإن كان (بياعاً) لأي محظور أو موزع لأي محذور ليلاً أو نهاراً.
فلا أقسى من أن تُخرِّج لنا البيوت مثل هذه الطاقات التي تبحث لها عن عمل بمؤهل أو بلا مؤهل، فالجميع يبحث عن عمل في ظل ندرة الوظائف، وضخ العمالة والسكرتاريا والفنيين الذين يفدون حتى الآن، وكأننا فرغنا للتو من توظيف جميع أبناء الوطن، وبتنا نَحِن في توظيفنا على الداني والقاصي عرباً وعجما.
الذي يلفت الانتباه أن هؤلاء الخارجين من البيوت أنهوا للتو واجباتهم في النوم والتثاؤب والأمل الكاذب أو الكبت أو الانتظار أو البحث عمن يوظفهم ويستغلهم حتى في أي موقع.
فهذه الفئة رجالاً ونساءً ممن يبحثون عن عمل نراهم وقد تكاثروا.. تماماً مثلما نلمح تزايد العمالة، وتوظيف الأجنبي في وقت نصاب فيه بالحيرة والدهشة لتصريح مؤسسات وأجهزة العمل والتوظيف والخدمة المدنية وما إلى تلك الجهات التي تناقض ذاتها، فتارة تضغط على شخص، وتشهر بالآخر، إلا أنها في الوقت ذاته تغض الطرف عن مشاريع وهمية تستجلب العمالة، وكأنه مسألة منفعة.
ما الذي تنتظره من هذه البيوت أن تخرج لنا في ظل هذا الصمت، أو تقاذف التهمة من جهة إلى أخرى في وقت تزداد قناعات الجيل الحالي شباباً وشابات وهم على مقاعد الدراسة بأنهم يسيرون إلى لا شيء، طالما أن هناك طابوراً ما عليهم أن ينتظموا فيه عاجلاً أو آجلاً للبحث عن وظيفة مناسبة.
Hrbda2000@hotmail.com