Al Jazirah NewsPaper Sunday  24/02/2008 G Issue 12932
الأحد 17 صفر 1429   العدد  12932
تبسموا تنالوا الرضا
صالح بن عبدالله الزرير التميمي

التبسم في وجوه الآخرين صدقة كما أخبر بذلك نبي الهدى والرحمة عليه الصلاة والسلام، وهي صفة من صفات الطيبين التي تدل على أدبهم الجم، وتواضعهم ولين جانبهم، صفة دفعت بصاحبها إلى محبة الغير له، والمتبسم في وجه من يقابل يكسب محبته، ويرضى عنه، ويرتاح له لأنه يحس بروعته، وأخلاقه العالية، ويحترمه، ويرى فيه ذلك المحبوب وإن لم يحقق له مرغوب، بل إن لها مفعول السحر الحلال في القلوب، وفي حياتنا اليومية نقابل أناسا يعرفون بالتبسم حتى في حالة الغضب، سيماهم في وجههم من كثرة ما يعرف عنهم اتصافهم بهذه الصفة الجميلة التي حث عليها ديننا الحنيف كما جاء في الحديث الشريف عن المصطفى عليه الصلاة والسلام، ناهيك عن الراحة التي يجدها المتبسم في نفسه، والطمأنينة في القلب وهناك أماكن كثيرة يتطلب على من يقابل فيها الآخرين أن يكون بسيط النفس متحملا، متبسما كالمعلم في المدرسة لتلاميذه، والموظف في مكان وظيفته سواء أكان مدنيا أم عسكرياً، والبائع في متجره.. وغيرهم وغيرهم، ووالله لو لم يجد المراجع لهؤلاء إلا المقابلة الحسنة منهم لكفى، وإن لم يقم بخدمتهم، وكل يذكر ما واجه فإن وجد منهم كلاما جميلا وابتسامة شكرهم وأثنى عليهم خيراً، وأُعجب بهم، ودعا لهم، وإن وجد عكس ذلك ذمهم، وقد يدعو عليهم، ولسان حاله يقول: (حشفا وسوء كيلة)، وعلى النقيض هناك من الناس عياذا بالله من هو عابس الوجه لا يعرف التبسم ولم يمر بطريقه، أجبر من يقابله على كرهه حتى وإن كان في داخله وقرارة نفسه طيب وهو كذلك لكن عبوسه في وجه غيره جعلت منه إنسانا سيئا، وقد عاتب الله جل جلاله النبي - عليه الصلاة والسلام - عندما عبس في وجه الصحابي الجليل عبدالله بن أم مكتوم - رضي الله عنه - كما جاء ذلك في أول سورة عبس، وأقبل على الغني وهو الذي فعل ذلك لهدف فيه مصلحة وخير، وشتان بين من يكون خفيف النفس يحب الابتسام، وحسن مقابلة الآخرين بأريحية وطيب قلب، وتواضع جم، وبين من وضع بينه وبين عباد الله حجاباً بكبر النفس، ووجه عبوس، فالأول كسب خيرا عظيماً، وحبا في قلوب الناس، ودعاء صالحاً، والآخر اتصف بعادة سيئة، وصفة ذميمة، وخالف سنة الحبيب بأبي وأمي - عليه أفضل الصلاة وأزكى التسليم - وجعل الكثير من الخلق يكرهونه، ويكرهون مقابلته، فتبسموا في وجوه الآخرين تنالوا رضا ربكم في حياتكم وبعد مماتكم حين تلقونه يوم العرض، وتطبقوا سنة حبيبكم ونبيكم الكريم، وتكسبوا محبة الناس، ودعواتهم الصالحة لكم، والناس شهداء الله في أرضه، ولن تندموا على ذلك، ومن عمل صالحا فلنفسه ومن أساء فعليها، وفقني المولى وإياكم لما يحب ويرضى، وجعلنا أخوة متحابين، وبالتبسم متصفين، ولمقابلة الآخرين محسنين، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.



Abuabdulh58@hotmail.com

 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد