Al Jazirah NewsPaper Sunday  24/02/2008 G Issue 12932
الأحد 17 صفر 1429   العدد  12932
عاشقة (عنيزة )من الكويت الشقيق
د. محسن الشيخ آل حسان - الرياض

كنت دائماً وأبداً أسأل نفسي: هل تزداد محبة الوطن حينما يكون المواطن (داخل أو خارج) وطنه؟؟ وكانت الإجابة واحدة هي: حب الوطن لا يتغير في كل الأماكن.. وكل الظروف.. وكل الأوقات.. إذاً.. لماذا يشعر بعض (المواطنين) حينما تفرض عليهم ظروف الحياة الابتعاد عن (أوطانهم) بإرادتهم أو دون إرادتهم بتخوف أو تردد من التعبير عن ذلك الحب، لذا تجدهم يتحدثون عن الوطن الذي استقروا فيه (غير وطنهم بالطبع) يتحدثون عنه وكأنه بالفعل وطنهم.. يصفونه بالصفات التي لم يصفوا بها وطنهم... لماذا؟

بالطبع وفي اعتقادي أن أي شخص يعيش ويستقر ويعمل ويستفيد من أي بقعة في الأرض لن يتنكر لها بالفعل.. والمثل يقول: إن أنت أكرمت الكريم ملكته.. وكل إنسان يحاول أن يكون كريماً ومخلصاً ومفيداً لمن أكرمه.. ولكن يبقى الوطن في أعماق هذا الإنسان الكريم والمتغرب عن وطنه.

والحديث عن (المتغربين) عن الوطن والذين فرضت عليهم ظروف الحياة المعيشية والزواج أن يبتعدوا (جسدياً) عن وطنهم.. وأقول (جسدياً)؛ لأن عقولهم وقلوبهم تبقى مع وطنهم الأصلي لأنه حبهم الأول.. وما الحب إلا للحبيب الأول.. أقول أخذني الحديث عن الوطن مع كاتبة صحفية وأديبة وإعلامية سعودية، فرضت عليها الظروف المعيشية والزواج والتربية والولادة والتعليم أن تفتح عينيها على أرض شقيقة، خليجية عربية إسلامية متقدمة ومتطورة من جميع النواحي الاقتصادية والإعلامية والاجتماعية والفنية. وباختصار هذه الدولة هي الكويت الشقيقة.. والكاتبة التي أكن لها كل تقدير واحترام هي الأستاذة / منى عبدالله الذكير والكاتبة المعروفة في جريدة السياسية الكويتية والتي اشتهرت بكتابتها عن الوطن وحب الوطن وكيف تصبح مواطناً صالحاً؟ كان ذلك الموضوع الذي نشر لها أخيراً، فتجرأت بعد أن قرأت الموضوع والذي أجد فيه إشارة إلى بلدها الأصلي (المملكة العربية السعودية) بعبارة صغيرة وضعت بجانب اسمها (كاتبة سعودية) أن أسألها لماذا لا تكتبين عن بلدك الأول (السعودية)؟ وكانت إجابتها على تساؤلي هذا من خلال رسالة صادقة قالت فيها: الدكتور محسن.. تحية قلبية.. أشكر تواصلك الجميل.. حقيقة عشت وترعرعت في ديرتي الغالية الكويت.. وحقيقة أمي كويتية وإنني درست وعشقت هذا البلد ولم أعش في المملكة ولا أعرف الكثير عنها لكنها أصولي وأرض مولد أبي الذي يعشق (نجد) وسقانا ذلك العشق وأحببت (عنيزة) مسقط رأسه، وحولنا في الكويت أهلنا وأنسابنا النجديون، إذاً الحب واحد والانتماء هو ذاته ويبقى الإنسان قلباً وروحاً ومعتقداً مهما اختلفت الأماكن والبلاد واختتمت رسالتها قائلة: أقرأ لك مقالاتك من وقت طويل.. لك كل الإعجاب.. وتظل المملكة أرض المبدعين.. ووقعت بتواضع باسم: تلميذتكم منى الذكير.وأحسست من وراء رسالة الإعلامية والكاتبة السعودية المميزة التي ولدت وترعرعت وتعلمت في الكويت أنها تعيش في قصة عشقين وحبيبتين لوطنيين هما (المملكة العربية السعودية أصول والدها - وكذلك دولة الكويت الشقيق أصول والدتها).. وربما حبها الكبير هو (لعنيزة) التي لم ترها بالعين ولكنها تزورها بالقلب والعقل.. فهنيئاً لعنيزة بحب من يعيش على أرضها أو أرض غيرها.



farlimit@Farlimit.com

 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد