Al Jazirah NewsPaper Sunday  24/02/2008 G Issue 12932
الأحد 17 صفر 1429   العدد  12932
أنماط من الإدارة المدرسية
مها السبيت

تختلف نماذج تعامل الإدارة المدرسية باختلاف طبيعة الأشخاص القائمين عليها، ولكل مدير أو مديرة مدرسة مكونات وعوامل إنسانية وبيئية واجتماعية ونفسية تؤثر في السلوك حولهما وتعاملهما معهم، ومن ذلك التعامل يسير الأشخاص في أعمالهم التي يكون مردودها على العملية التربوية داخل المدرسة إما سلباً أو إيجاباً.

وهناك صور لنوعيات مديري المدارس أو أنماطهم وكذلك مديرات المدارس مثلاً:

- ذلك المدير الذي يعتقد أن مجرد الترشيح لإدارة المدرسة يعطيه حق قيادة الهيئة التعليمية لمجرد أنه مدير وكفى فالسلطة يجب أن تكون له والأمر أمره والنهي نهيه وهو المتصرف الوحيد ولا مجال للآخرين لإبداء آرائهم أو إظهار مقترحاتهم فهو يعتقد أن ما لديه من قدرة وخبرة ومعرفة تكفي لاتخاذ القرارات وإقناع أو إجبار الآخرين بطريقته في التفكير أو التعامل وهذا إلا أنه يفقد العلاقات الإنسانية في مدرسته مرهون بوجوده.

- كما نجد نوعاً من مديري المدارس ذوي أهواء شخصية لايتهم إلا بما يلاءم أهوائه وتحقيق أعراضه الشخصية ويهمل أو يتغافل عما عداه وهو يسير في مدرسته ومع العاملين على أساس ولايتهم بالعلاقات الإنسانية ويسير النظام المدرسي حسب رغبته وميوله ويتخذ له أعواناً لتحقيق هذا الغرض ويتخذ من المدرسة وسيلة لكسب الآخرين ليس لمصلحته الشخصية وهو يتظاهر بالتضحية والعمل الجاد والإخلاص أمام الآخرين.

- وهناك مدير المدرسة الذي يهتم بالمدرسة ولكنه يرسم في ذهنه صورة لها ويعمل ويخطط لتحقيق تلك الصورة ويحب من العاملين معه كل من وافقها، ويناصب العداء لكل من خالفها ويصدر قراراته في أمور المدرسة على أساسها بل يدقق في البحث والاستسقاء في كل صغيرة وكبيرة حتى لا تتغير الصورة في ذهنه.

- ومن بين الإدارات المدرسية نجد كذلك مدير المدرسة الذي يميل إلى المناقشة والحوار مع العاملين معه ويتبع الأسلوب الدبلوماسي معهم في كل صغيرة وكبيرة مع احتفاظه بشخصيته كمدير واهتمامه بالمثل والمبادئ ويخطط لمسار المدرسة ويعرض في الاجتماعات مشاكلها ويسمع لكل فرد من العاملين معه.

ولديه القدرة على التوجيه والتفكير الاجتماعي بالمدرسة فهو يعرف أولئك المخلصين وأفكارهم والناهضين له مع ترويضهم وإيجاد السبل والمخارج لمقترحاتهم غير البناءة فعلى الرغم من أن أكثر القرارات وأساليب العمل تكون من صياغة هذا المدير إلا أنه، بدبلوماسيته، وحسن تصرفه ومرونته في التعامل نجد أن هذا المدير يحظى بموافقة العاملين ويرون طريقة عمله قيمة كبيرة وإعجاباً عظيماً.

- ومن بين الأنماط الموجودة في إدارات ذلك المدير ضعيف الشخصية لا يستطيع البت في الأمور واتخاذ القرارات في مدرسته فهو لا يتدخل في شؤون العاملين معه ولا يحتك به وتكون تعليماته على الصورة تعاميم يوقع عليها المدرسون لحماية نفسه من المسؤولية وهو دائم الانزواء لايحب المواجهة ولا يقف لمشاكل المدرسة ولا يحمي العاملين معه ولا يقف معهم وإذا ما طلت مشكلة مدرسية تحس في جوانبها ورماها بثقلها على العاملين معه وحاول تخليص نفسه منها، وفي هذا النمط من الإدارة غالباً ما يتسلط بعض العاملين في المدرسة ويستغل ضعف شخصية المدير ويحتويه فتسود الأهواء ويتحكم البعض والتشاحن بين المدرسين وتقسيم المدرسة إلى جماعات وتفقد المدرسة رسالتها وتسود فيها الفوضى وتنعدم فيها الثقة والاستقرار.

- وتجد مدير المدرسة الجبان الذي يخشى المواجهة وينزوي في غرفة إدارته ويغلقها باستمرار ويدير المدرسة بالرسميات فهو دائم الخوف يخشى من كل شيء وطلباته وتعامله مع مرؤوسيه بالتعاميم ويتميز هذا النمط من المديرين بكثرة الاستفسارات من إدارة التعليم فهو وإن كانت لديه معرفة ببعض التعليمات واللوائح نجده عديم الثقة بنفسه وبمعرفته ويهتز كيانه لأي زائر للمدرسة من الموجهين والمسؤولين وتضطرب شخصيته ولهذا يستغل من هذا الجانب أسوأ استغلال فيتسلط عليه بعضهم ويهدده آخرون فشخصيته دائما مضطربة أمام المدرسين وأمام أولياء الأمور وهو دائم التراجع.

- ونجد مدير المدرسة الذي يعتد بشخصية وهو حكيم في تصرفاته ولكنه ضحل المعلومات في أساليب الإدارة في محتويات المنهج الذي يدرس في مدرسته فهو يعتمد في إدارته على تلونه مع مختلف المواقف أما المنهج وأساليب التربية فلا يهتم بها فهذا النمط يستغل في تيسير أمور المدرسة ومصالحهم في مجالات عدد الحصص وعمل الجدول الدراسية وجداول الاختبارات.

- ونجد مدير المدرسة الذي يتميز بشخصية مرحة واطلاع واسع ويؤمن بالديمقراطية في العمل بحيث يعطي المدرسين والطلاب الحرية للعمل والابتكار ويسعى إلى إيجاد البيئة المدرسية المحببة إلى النفس ويستمع إلى كل العاملين معه بصبر وأناة وتعقل وهو دائم المشورة للعاملين معه لإشعارهم بقيمة آرائهم ومقترحاتهم وأن العاملين معه يعتبرون مستشارين واجتماعات هذا المدير تسودها الصراحة والوضوح فيكون الجو المدرسي الهادي المريح ويسود في هذا الجو الحب والوئام وهم يحرصون على عدم تخيب ظن مديرهم فيهم وهذا النوع من المدراء يتربع على قمة النجاح في المجال التربوي. فكلما كان مدير المدرسة شخصية قوية جذابة حكيماً قوياً في عنف لينا في غير ضعف ثرياً بالمعلومات وأساليب التربية لذا يحضى باحترام وإعجاب العاملين معه..




 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد