Al Jazirah NewsPaper Sunday  24/02/2008 G Issue 12932
الأحد 17 صفر 1429   العدد  12932
أسباب الضعف التحصيلي لدى الطلاب
د. سليمان بن محسن العريني - جامعة الأمير سلطان

من أبرز المشكلات التي تثير قلق الكثير من الآباء حول مستقبل أبنائهم مشكلة ضعف دافعية أبنائهم، فمن المعروف أنه لا وجود لنشاط أو عمل إلا بوجود الدافع، فالطفل ذو الدافعية العالية الذي يجد التشجيع من والديه تستمر دافعيته ويصبح مدفوعاً برغبته في إرضاء والديه، وعندما يكبر يحس بالاستمتاع باكتساب المعارف والعلوم عبر مراحل حياته. ومن هنا أرى ضرورة استخدام المكافأة والتعزيز بجميع أشكاله بدلاً من العقاب والتهديد؛ وذلك منذ دخوله المدرسة، وأن يشجع على بذل الجهد والمثابرة والاستمرار في تقديم المعززات عند بذل الجهد وليس عند النجاح فقط؛ وذلك حتى يتعلم تحمل صدمات الفشل دون أن يفقد شعوره بالقدرة والجدارة، وليدرك بأن التغلب على الفشل يتم بمزيدٍ من المثابرة وليس بالكف عن المحاولة وأنه إذا تعلم كيف يتعامل مع المهمات الدراسية باستقلالية فلن يواجه الصعوبات التحصيلية. فمن الممارسات الخاطئة لدى بعض الأسر عندما يلتحق ابنهم بالمدرسة أن تحاول الأم أن يكون ابنها متفوقاً، فتجلس يومياً معه تتابعه وتحثه على تأدية واجباته المدرسية، ولجهلها بخصائص النمو لدى الأطفال في هذه المرحلة تقوم بأخذ القلم والكتاب منه حينما تلاحظ بطأه في الكتابة ورداءة خطه بدلاً من حثه وتعليمه وتلقينه، وهي حينئذ قد تدخلت دون أن تشعر في مسؤولية الابن ولا تعلم أن خطه سيتحسن بمرور الأيام، ومن هنا يصبح الطفل اتكالياً لا يستطيع فعل شيء من دون مساعدة الآخرين، وتقل لديه الدافعية للدراسة والتحصيل تدريجياً، وتجده لا يستغل قدراته ولا يبذل الجهد الكافي لتحقيق أهدافه على الرغم من امتلاكه القدرات اللازمة للوصول إلى ما يريد، ومن ثم يتدنى تحصيله، وفي الغالب يبدأ الضعف التحصيلي مع الطفل منذ بداية دخوله المدرسة، فإذا لم يعالج منذ وقت مبكر استمر معه إلى المرحلة الجامعية، ويتحول الطفل في الغالب إلى شخص غير مبالٍ يكره المدرسة والدراسة، فعلى الوالدين تعليم ابنهم الاعتماد على النفس والطريقة الصحيحة للتعلم وإشعاره بأن الدراسة هي مسؤوليته وليست مسؤوليتهم، وعليهم تعليمه أساليب ضبط الذات وطريقة التحكم في سلوكه مع تحمل مسؤولية نواتج هذا السلوك، وكذلك تعليمه كيف ينظم وقته وكيف يقوم بإنجاز المهمات.

ومن الأساليب الجيدة في تحسين مستوى التحصيل الدراسي والدافعية لدى الطفل استعانة الأهل برفاق الطفل ممن لديهم دافعية عالية للإنجاز والتحصيل ليكونوا نماذج لابنهم، وعليهم تجنب مقارنة الطفل بغيره سواء من الإخوة أو الأصدقاء؛ لأن مثل هذه المقارنة تزعج الطفل، فعليهم مقارنته بذاته، كيف أصبح وكيف سيكون إن شاء الله في المستقبل، والله الهادي إلى الخير.




 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد