|
جفت الآبار على بعض أهل البادية أيام زمان في فصل الصيف فأمرهم كبيرهم بالرحيل فوراً لإنقاذ أنفسهم ومواشيهم ورحلوا هائمين في الصحراء يبحثون عن مصدر ينقذهم من محنتهم وبينما هم سائرون في حالة من الإعياء والعطش شاهدوا رجلاً ممتطياً صهوة جواده وعندما اقتربوا منه عرفه كبير القوم أنه عدوه اللدود وقد جرت بينهم مشاحنات سابقة كثيرة لكن حين شاهدهم كر صاحب الجواد عائداً إلى مضارب قومه فظن أهل القافلة أنه ذهب لتجميع قومه للإجهاز عليهم. |
أما الرجل صاحب الجواد فقد وقف بجواده في مرتفع من الأرض وأخذ ينادي قومه وعندما حضروا طلب من كل رجل منهم إحضار فرسه وقربة الماء وبعد قليل كانوا أمامه بخيلهم وقرب الماء فطلب منهم الانطلاق لاستقبال أعدائهم الذين أوشكوا على الهلاك من العطش وهكذا تمت المصالحة بينهم. ولكن كيف رد كبير القوم الذين أوشكوا على الهلاك الجميل. |
|
مرت السنين والأعوام وكبر الرجل الذي أنقذه عدوه وأنقذ جماعته من الموت المحقق. وفي إحدى المرات شاهد جماعته عائدين من غزوة بعيدة. وشاهد إبل الرجل الذي أنقذه وكان يعرفها جيداً فذهب إلى شيخ القبيلة. وطلب منه بإلحاح أمام الرجال المجتمعين في مجلسه أن يعطيه هذه الإبل وعندما سأله عن الأسباب أخبره بقصته وكيف أن صاحب هذه الإبل أنقذه هو وجماعته من الهلاك، فأخذ الإبل وذهب بها ليسلمها إلى صاحبها كرد للجميل السابق واعترافاً بالمعروف. |
صورة شعرية من شعر حمدي العبار رحمه الله.. |
تعبت من كثر الوتي والمراسيل |
والحال باريها من الولف باري |
يا ضيم قلبي كل ما جرهد الليل |
يطري عليه من الهواحيس طاري |
تطري عليه أم العيون المضاليل |
هي عشقتي من لابسات الهباري |
سميها لا صاح صايح هل الخيل |
يرخص بعمره ما يهاب الخطاري |
ودوا سلامي للحبيب بتفصيل |
اعداد ما هبت هبوب الذواري |
عز الله اني ناوي له بتحصيل |
ميشان خاطرها لاهلها نداري |
يا عين حر ماضي له مفاعيل |
يزود شره عند شوف الحباري |
ويا شبه حمرا يوم سمعت هلاهيل |
خيالها يرمس عليهم جهاري |
من ضيمها جربت سهر وغرابيل |
عين العنود ايلي تطب القفاري |
مشعل الجبوري |
|