التوتر بين الشرق والغرب ليس من مصلحة أحد. والذين يغذون هذا التوتر بكتاباتهم أو رسوماتهم أو أعمالهم لن يجنوا غير الدمار لهم ولبلدانهم ومجتمعاتهم. ولا بد من عقلاء العالم أن يعملوا على إزالة هذا التوتر بالتشجيع على الحوار بين الحضارات للالتقاء حول المبادئ المشتركة، وتفهم نقاط الخلاف. كذلك فإنه من الضروري جداً حل قضايا النزاع الدولية حلاً عادلاً بعيداً عن المصالح الذاتية، والأنانية ونكران الحقوق. ومن الأهمية بمكان أيضاً حل مشكلات التنمية في العالم الثالث، وخاصة مشكلة الفقر، لأن الفقر أساس كل المصائب، وعلى رأسها الإرهاب الدولي.
إن حوار الحضارات كفيل بكشف المغالطات التي يروج لها المغرضون من المتطرفين وخصوصاً المنتمين للصهيونية العالمية الذين يسعون إلى تشويه صورة العرب والمسلمين، وتأليب الرأي العام العالمي ضد الإسلام باستغلال الممارسات الخاطئة التي يقدم عليها بعض المنتمين للإسلام وتسليط الأضواء عليها، وإظهار الدين الإسلامي وكأنه يدعو إليها. والمشكلة أن بعض هؤلاء المتطرفين الحاقدين على الإسلام سياسيون ونواب، الأمر الذي يعظم خطرهم. ولمواجهة هؤلاء يجب تشجيع الحوار بين الشعوب عبر المؤسسات الدولية. ولا يمكن لهذا الحوار أن ينجح في ظل وجود أحكام مسبقة، فلابد للمتحاورين أن يمتلكوا ذهنية متفتحة، تهدف الوصول إلى الحقيقة بعيداً عن المغالطات والمبالغات.
كذلك يجب حل قضايا النزاع في العالم وعلى رأسها القضية الفلسطينية، قضية المسلمين الأولى. فهذه القضية هي بؤرة خلاف كبيرة، وخاصة وأن المجتمع الدولي لم يستطع عبر عشرات السنين أن يعيد الحقوق لأصحابها بفضل بعض السياسات الغربية الخاطئة، بل إن اللوم يقع في أحيان كثيرة على الطرف الضعيف، في حين يتم غض الطرف عن الجاني والمغتصب. فلابد من التعامل مع حقوق الشعوب بعدالة، وإلا فإن هذه الشعوب لن تقبل بأي حوار طالما أن حقوقها مهضومة. وكيف للعرب والمسلمين أن يسامحوا من يقف إلى جانب الظالم المحتل ويمده بكافة أنواع التأييد السياسي والإعلامي والعسكري.
ومن المشكلات الدولية التي يجب حلها لإزالة التوتر بين الشرق والغرب الفقير، ولن يتم حل هذه المشكلة الكبيرة التي تعود لأسباب كثيرة ومنها الماضي الاستعماري، إلا بتكاتف الجهود بين الدول الغنية والدول الفقيرة. فعلى الدول الغنية أن تمنح الدول الفقيرة المساعدات المالية والطبية والفنية كي تستطيع الدول الفقيرة أن تحل مشكلاتها التنموية التي لا يمكن أن تحل إلا بخفض معدلات الفقر أولاً. هذه المساعدات يجب أن تكون عاجلة وغير مصحوبة بشروط سياسية، وإلا فإن كثيراً منها لن يصل إلى مستحقيها، وسيتم توزيعها بطرق غير عادلة.
***
لإبداء الرأي حول هذا المقال، أرسل رسالة قصيرة SMS تبدأ برقم الكاتب«9999» ثم أرسلها إلى الكود 82244