معلوم لكل من لديه إلمام ولو بسيط بالأساليب النقدية المتعددة أن الغرض الشعري لا يمكن أن يكون عائقاً أمام الناقد لتناول النص وتشريحه وإيضاح مواطن الضعف والقوة فيه وتصنيف شاعره بناء على رؤيته النقدية. |
لكن بعض من ابتلي بهم النقد في زماننا لا يرون أن قصيدة المدح تستحق الدراسة النقدية وكذا ما هو تقليدي في نظرهم مع أن تقسيم الشعر عند نقاد العصر يأتي على ثلاثة أنواع هي: تقليدي - محافظ - تجديد. |
أما من انجروا وراء وهم الحداثة فهم لا يرون قصيدة تستحق النقد إلا تلك المليئة بالطلاسم التي أراهن أنهم لا يفهمونها الفهم الذي يجعل قارئهم يثق بما يكتبونه علماً أن الحداثة في الشعر قد ماتت في مهدها منذ أكثر من مائة عام ومهدها كان الوسط الثقافي الفرنسي آنذاك الذي وجد فيها ملاذاً لخلق نوع أدبي جديد يقوم على هدم كل قديم والبناء على أنقاضه واستقدمت جثة الحداثة إلى الوطن العربي وبعد تحللها جاء من شعراء ونقاد العامية من وجد في تتبع أشلائها مهرباً من جهله في الشعر العامي الأصيل حتى الجديد منه لأن من لا ينطلق من قاعدة صلبة في الفن الذي ينقده لا يمكن أن يجيد. |
|
هذا بيت أعيى العوام معناه فهل يجد الاهتمام من ناقد حداثي من نقاد الشعر العامي لنصل إلى فك رموزه: |
يا راكبٍ من فوق جمريش الاوجاع |
يجيب له جلدٍ يدق الحصاني |
|
اركب الموجه وبع رايك رخيص |
جرب الريشة بلا مبدا وراي |
|
|