قبل أيام قلائل.. فقدت الحركة الرياضية بالمملكة رمزاً من الرموز ممن خدموا (رياضة المدينة المنورة) قبل أكثر من نصف قرن من الزمن.. وبرحيل العم (حسن صيرفي) مؤسس الحركة الرياضية بطيبة الطيبة تخسر حركتنا الرياضية نموذجاً عملاقاً في تضحياته ودعمه وعطائه السخي.. الذي جسَّده خدمة للشباب والرياضة.
* كان فقيد الرياضة يُعد من الذين حفروا الصخر وبذلوا الغالي والنفيس من أجل بناء وإقامة هذه الرياضة في حقبة لم تكن الرياضة مقبولة عند المجتمع المدني بطيبة الطيبة حيث ساهم في تأسيس نادي (أُحد المدينة) في عقد الستينيات الهجرية من القرن الفائت.. وترأسه في الشهور الأولى (فهد الشاوي) ثم خلفه (حسن الصيرفي) وتزعم النادي.. وبعد إيقاف النشاط الرياضي (بالمدينة) نهاية الستينيات الهجرية لأسباب (..!!) سافر (الصيرفي) للأمير عبدالله الفيصل (وزير الداخلية) آنذاك في جدة وعرض عليه في البداية الرئاسة الفخرية.. ووافق رائد الرياضة.. على قبولها ثم طلب الصيرفي (رحمه الله) الموافقة على ممارسة اللعب بعد توقف النشاط الرياضي بالمدينة وأذن له الأمير عبدالله الفيصل وعادت المياه لمجاري (رياضة المدينة) من جديد بعدما لعب (الصيرفي) دوراً بارزاً وبطولياً في ذلك.
* هكذا هم الكبار بعطائهم وتضحياتهم وفكرهم حين يتجلون.. تأثيرهم المباشر في كثير من القرارات الرياضية الهامة لأنهم وباختصار عندما يتحدثون فإنهم يتحدثون بلغة تصب في مصلحة رياضة الوطن..!
* ومن الأشياء الجميلة التي كانت تربط (الصيرفي) بالأمير عبدالله الفيصل - رحمه الله - بعد قبول الرئاسة الفخرية.. اقترح الأمير الراحل تغيير اسم (الفتح) قبل أن يتحوَّل لمسماه الحالي (أُحد).. رسمياً عام 69-1370هـ، وهي البداية الفعلية لقيام (أُحد المدينة).. طبقاً لما ذكره المؤرخ الرياضي الكبير الدكتور (أمين ساعاتي) في موسوعته الرياضية الشهيرة.. وقد شكَّل هذا القرار.. نقطة تحوُّل في تاريخ هذا النادي المخضرم الذي أضحى من أشهر الأندية بطيبة الطيبة.
* وبرحيل العم (حسن صيرفي) الذي أمضى أكثر من نصف قرن في خدمة شباب ورياضة المدينة المنورة.. وضحى بماله وجهده وصحته.. تفقد حركتنا الرياضية رمزاً عصامياً حفر اسمه بقوة في الذاكرة الرياضية وأخاديد الزمن.. وقد ترك لنا سيرة طيبة وسمعة كبيرة.. تغمده الله بواسع رحمته.
(خير الله) مؤسس السلة (يا سيرة)!
* كباحث في حقل التاريخ الرياضي الخصيب.. تابعت الحلقة التاريخية مع قائد سلة الهلال الدولي السابق (منصور السويلم) التي عرضت بالقناة الرياضية عبر البرنامج الأسبوعي (سيرة) الذي يعده ويقدمه الزميل عبد الله الحصان حيث شهدت هذه الحلقة سقوط اسم مؤسس هذه اللعبة العريقة.. النجم العملاق الراحل (سعد خير الله) الشهير بلقب (بصبوص) عمداً أو سهواً..!! فبعد عرض التقرير الميداني المعد للحلقة.. وضم كلاً من بشير سويلم اللاعب السابق.. وزميله عبد الله البلوشي وأمين عام اتحاد اللعبة عبد الرحمن المسعد.. وكان الحديث عن الضيف ثم عرج به إلى الرعيل الأول وتحدث (بشير سويلم) عن أبرزهم وذكر أن مؤسس اللعبة هو (عبد الحميد عبد الله) وبعد نهاية التقرير توقعنا أن يقوم الضيف أو المذيع بتصحيح المعلومة التاريخية لكن شيئاً من ذلك لم يحدث.. فالصحيح أن مؤسس اللعبة هو النجم العملاق الراحل سعد خير الله - رحمه الله - الذي وضع لبناتها الأولى بالمنطقة الوسطى وذلك في أوائل الثمانينيات الهجرية وتحديداً بعد عودته من لبنان عام 1381ه حيث أنشأ ملعباً صغيراً في الحي (الشميسي).. ونصب الأبراج وبدأ في ممارسة اللعبة ثم شارك في ممارستها مجموعة من أبناء الحي ومنهم مبارك الغليفيص وبلال سعيد والصفيان وعبد الحميد عبد الله.. وطبقاً لما ذكره المؤسس الراحل (سعد خير الله) ل(الجزيرة) بالعدد (9601) الصادر في 24-9- 1419ه أنه نقل اللعبة من الحي إلى نادي الشباب عام 1383ه وبدعم من رئيس النادي آنذاك الشيخ عبد الله بن أحمد - رحمه الله - وإزاء ذلك أضحت هذه اللعبة العريقة من الألعاب الشعبية التي حظيت باهتمام كبير من الرياضيين وأخذت بالبروز شيئاً فشيئاً حتى تمَّ تشكيل أول منتخب أوائل التسعينيات الهجرية واختير (خير الله) قائداً له عشرة أعوام.
* وهذا يعني أن النجم الراحل (سعد خير الله) هو أول من وضع لبنات التأسيس لهذه اللعبة وليس عبد الحميد عبد الله.. هذا ما أحببت إيضاحه وتصحيحه - يا سيرة - فالتاريخ أمانة وتجاهل حقائقه خيانة..!!
(الصعيري).. وسقوط القيم المهنية!
* تلقيت قبل يومين.. رسالة من عضو الشرف بنادي النصر المثالي (شاهر الصعيري) أشار في مضمون رسالته.. أنه سيهجر الرياضة والإعلام بعد الإساءة التي طالته إثر قيام إحدى الصحف (..)!! بالنيْل منه والإساءة له بقصد تشويه سمعته.. بطريقة سقطت فيها القيم الأخلاقية والمبادئ المهنية.. لأن طريقة النشر كانت أهدافها واضحة وأساليبها مكشوفة بقصد التشهير والإساءة لغرض في نفس يعقوب..!!
(الصعيري) الشخصية الداعمة للرياضة.. سيبقى العضو الأبرز في دعم مسيرة النصر (الحالية) شأنه في ذلك شأن بقية رجالات النصر الأوفياء الذين يعملون لخدمة كيانهم بعيداً عن الأهداف الشخصية.. أو محاربة الآخرين والنيْل منهم.. وكانت له الأسبقية في تاريخ قطبي الوسطى (الهلال والنصر) عندما سجل موقفاً إنسانياً نبيلاً ينم عن أخلاق وشهامة وأصالة الكبار بقيمهم الإنسانية وسلوكهم الرفيع.. تمثَّل في تقديمه دعماً مالياً لصالح نجم الهلال والرياض - سابقاً - عادل عبد الرحيم.. الموقوف في السجن العام بقضية (حقوق خاصة) وقدم له (130 ألف) ريال في بادرة رائعة.. سقط فيها عمود التعصب..!
* ولكن عندما تسقط القيم الأخلاقية والمبادئ المهنية.. في وحل الإساءة ومستنقع التشهير بأسلوب مرفوض جملة وتفصيلاً.. فهذا بالتأكيد يجعلنا نتساءل.. متى نرتقي بالفكر الإعلامي الرصين.. ونكرس مفهوم الوعي المهني وندرك أن الإعلام رسالة سامية وهدف نبيل..!؟ لكن هناك من يحاول الإساءة لتلك المهنة الشريفة بطرق لا يقبلها الذوق الرياضي الرفيع.
k-aldous@ hotmail.com