Al Jazirah NewsPaper Friday  22/02/2008 G Issue 12930
الجمعة 15 صفر 1429   العدد  12930
نجم أُحد والشباب في السبعينيات الهجرية (محمد بن عاتق) يكشف ل(الجزيرة) أوراقاً من حياة مؤسس رياضة المدينة (حسن الصيرفي):
(الراحل).. أسس الرياضة ودعم الحركة الأدبية في طيبة الطيبة!

* بنبرات صوت مفعمة بالحزن والأسى تحدث نجم فريقي أحد والشباب في عقد السبعينيات الهجرية من القرن الماضي (محمد بن عاتق).. عن فقيد رياضة المدينة المنورة حسن الصيرفي - رحمه الله - الذي وافته المنية قبل أيام قلائل عن عمر يناهز 90 عاماً.. وقال إن والدنا وأستاذنا الشيخ حسن الصيرفي يُعتبر من الرجال الأوفياء الذين قدموا تضحيات جسيمة وعطاءات مستمرة خدمة للحركة الرياضية والأدبية بطيبة الطيبة.

وأضاف: حظيت بتمثيل نادي أحد شبلاً في عام 1374هـ وكان - رحمه الله - يغمرنا بعطفه وحنانه وكرمه وأتذكر جيداً عندما يصاب أو يمرض أي لاعب يقوم بزيارته ويقدم هديته المعهودة وشيئاً من المال كسلوك فطري جُبل عليه الرمز الراحل الذي كان يحظى بتقدير كبير من أدباء ورجالات وأهالي المدينة ولمكانته الرفيعة وذلك نظراً لدوره الريادي في خدمة الحركة الأدبية والرياضية.. حتى أن رائد الرياضة الأول الأمير عبد الله الفيصل رحمه الله كان يقدره كثيراً لإعتبارات كثيرة أهمها اخلاصه وأمانته وتضحياته الجسيمة .

* وأذكر عندما لعبت للفريق الأول بنادي أُحد وكان معي زملائي اللاعبون: عقيل أبو عوف وفهد سند ومحمد الصيرفي وأزهري صادق وعلي دقاق وغيرهم أواخر تلك الحقبة الفارطة.. زار الملك سعود - طيب الله ثراه - المدينة المنورة والمسجد النبوي الشريف وأخبرنا العام (حسن الصيرفي) بهذه الزيارة وأنه سيطلب الإذن بحضوره - الملك - وبالفعل حضر هذه المناورة التاريخية التي أُقيمت واختارني العم حسن (كابتناً) للفريق الأصفر وزميلي اللاعب حمزة عبد الله كابتن الفريق البني.. وبعد نهاية المناورة تشرفنا بالسلام على جلالته وأعطى - رحمه الله - كل لاعب جنيهين.. وتقديراً لمستواي الفني في الملعب أعطاني - العم حسن - جنيهاً وأصبح لدي ثلاثة جنيهات.. ولا شك أن ذلك يدل على طيبته المتناهية وتعامله المثالي مع الصغير والكبير الأمر الذي أكسبه حب واحترام الجميع.

كما كان يرحمه الله صاحب مبادرات إنسانية في مواقف عدة أذكر منها على سبيل المثال لا الحصر.. عندما خصص لبعض اللاعبين ممن يعانون ظروفاً مادية صعبة راتباً شهرياً لسد رمقهم ورمق أسرهم وأتذكر جيداً عندما انتقلت للرياض والتحقت بنادي الشباب وقف معي بعد أن علم أن الشبابيين فاوضوني وطلبوا ضمي لناديهم عن طريق الرمز الشبابي (صالح ظفران) - رحمه الله - وبالفعل حقق رغبتي ودعمني كثيراً وكان على اتصال مستمر معي بعد انتقالي للعاصمة الرياض وتمثيلي لشيخ الأندية عام 1380هـ.

كان (فقيد الرياضة) ذا إحساس مرهف وعطوفاً لدرجة عندما يصاب أي لاعب يقف بجانبه ويتكفل بعلاجه سواء داخل أو خارج المملكة ويتابع حالته الصحية بشكل متواصل في صورة تكشف أصالة وشهامة ونبل هذا الرمز العصامي.

* وأضاف أن سيرة العم (حسن صيرفي) مهما أتحدث عنها فإنها تحتاج بالطبع إلى صفحات وصفحات ناهيك عن مشاركته أيضاً في المجالس الأدبية التي تعج في المدينة المنورة ومساهمته في تأسيس النادي الأدبي بطيبة الطيبة.

وناشد ابن عاتق معالي أمين المدينة المنورة الدكتور عبد العزيز الحصين بتكريم الفقيد وذلك بإطلاق اسم العم حسن صيرفي على أحد شوارع المدينة المنورة تقديراً لدوره الريادي في خدمة الحركة الرياضية والأدبية في طيبة الطيبة، وتخليداً لذكراه الطيبة بعد أن أمضى أكثر من نصف قرن في خدمة هذه الحركة وهي في مهدها وبدايتها التأسيسية.

كما تمنى أن تقوم إدارتا ناديي أُحد والأنصار بتنظيم وإقامة لقاء ودي بين الفريقين ويكون دخل المباراة كاملاً لصالح المؤسسات الخيرية لإنفاقه على المحتاجين والضعفاء من أهل المدينة المنورة.. ويكون ثوابها (للعم حسن) - تغمده الله بواسع رحمته - خصوصاً أن الفقيد اشتهر وعُرف عنه حبه للأعمال الصالحة والمواقف الإنسانية التي جُبل عليها منذ أن عرفته - رحمه الله - قبل ما يزيد عن نصف قرن من الزمن.




 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد