«الجزيرة» - الرياض

للمرة الأولى في المملكة يتم نقل حي لعمليات قسطرة قلبية معقدة من مدينة تولوس الفرنسية إلى قاعة الملك فيصل بمدينه الرياض. وقد تم ذلك خلال المؤتمر التاسع عشر لجمعية القلب السعودية الذي انعقد في الفترة 11-14 فبراير 2008م. وقد حاز هذا النقل المباشر والنقاش العلمي الذي صحب النقل الحي على الإعجاب الشديد من جميع أطباء القلب الحاضرين سواء الغربيين أو العرب والسعوديين. كان هذا النقل لمدة ساعتين صباح يوم الخميس الموافق 14 فبراير 2008. وكان على رأس الفريق الفرنسي الطبيب المشهور البروفيسور جون فاجيديت الذين قاموا بإجراء عمليتي قسطرة قلبية معقدة للشرايين التاجية بنقل حي على الهواء لاثنين من المرضى الفرنسيين وذلك تبعا للقرار والنقاش العلمي الذي جرى بين الفريق الفرنسي أثناء العملية والفريق السعودي المحاور في قاعة الملك فيصل. وقد قام الدكتور محمد بلغيث البارقي استشاري أمراض القلب والقسطرة ورئيس قسم قسطرة القلب بمدينه الملك عبدالعزيز الطبية بالحرس الوطني بالتنسيق والترتيب لهذا اللقاء الحي مع البرفيسور جون ماركو والبروفيسور جون فاجيديت منذ عدة أشهر. وترأس الدكتور بلغيث البارقي لجنة النقاش السعودي التي ضمت نخبة من أطباء القلب السعوديين وهم كل من الدكتور محمد عرفه, الدكتور ليث ميميش, الدكتور شكري السيف, الدكتور عبدالله عسيري والدكتور منور العنزي. وقد كان النقاش العلمي بين الفريقين على مستوى عال من الدقة في اختيار واستخدام أحدث الطرق والتقنيات العلمية المتوفرة لعلاج مثل هذه الحالات الصعبة وذلك عن طريق القسطرة بدلا من عمليات القلب المفتوح التي يمكن الاستغناء عنها في كثير من الحالات. ومن التوصيات التي اتفق عليها خلال هذا النقل الحي اختيار الدعامات المناسبة حسب حجم الشريان التاجي وكذلك استخدام الموجات الصوتية للشريان التاجي للتأكد من ملاصقة الدعامة لجدار الشريان وأنه لا يحبذ إيقاف دواء سيولة الدم البلافيكس قبل مرور سنة كاملة على تركيب الدعامة المطعمة بالدواء وفي نفس الوقت المحافظة على الحمية الغذائية والتمارين والمشي والحركة الدائمة والحفاظ على مستوى السكر في مستوى معتدل وكذلك الكوليسترول في المعدل 140 مغ أو أقل والكوليسترول السيئ أقل من 70 مغ وذلك باستخدام أدوية الكوليسترول المناسبة. وكان هذا اللقاء ثمرة للمؤتمرات المشتركة بين أطباء القلب السعوديين والأوربيين التي نسق لها الدكتور البارقي في كل من باريس عام 2006 وبرشلونا في 2007م وذلك مما عزز العلاقات الطبية في مجال أمراض وقسطرة القلب على مستوى الدول الأوربية والمملكة العربية السعودية، وقد أعرب الأطباء العالميون عن فخرهم بمستوى الطب والإمكانات العالية للطبيب السعودي. وإن دل ذلك على شيء فإنما يدل على التشجيع والاهتمام الذي توليه هذه الدولة وولاة الأمر للارتقاء بمستوى الطب في المملكة والحفاظ على صحة المواطن مهما كان الثمن.