عن أنس بن مالك - رضي الله عنه - أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - قال: (إن الرؤيا تقع على ما تعبر به، ومثل ذلك مثل رجل رفع رجله فهو ينتظر متى يضعها، فإذا رأى أحدكم رؤيا فلا يحدث بها إلا ناصحاً أو عالماً) أخرجه الحاكم في المستدرك (4- 391) وصححه الألباني في: (السلسلة الصحيحة: 1- 186).
قال الإمام الألباني - رحمه الله -: (والحديث صريح بأن الرؤيا تقع على مثل ما تعبر؛ ولذلك أرشدنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن لا نقصها إلا على ناصح أو عالم؛ لأن المفروض فيهما أن يختارا أحسن المعاني في تأويلها؛ فتقع على وفق ذلك، لكن مما لا ريب فيه أن ذلك مقيد بما إذا كان التعبير مما تحتمله الرؤيا، ولو على وجه، وليس خطأً محضاً). (السلسلة الصحيحة: 1-188).
وعن عطاء قال: (كان يقال: الرؤيا على ما أولت). صحّح الحافظ إسناده في الفتح (12-450).
وقال عليه الصلاة والسلام: (الرؤيا على رجل طائر ما لم تعبر فإذا عبرت وقعت). وفي لفظ: (على رجل طائر). رواه أحمد وأبو داود والترمذي، وقال: حديث حسن صحيح. وصححه الألباني في صحيح سنن أبي داود.
ومعنى الحديث: أن الرؤيا كالشيء المعلق برجل طائر لا استقرار لها إلا إذا عبرت فإذا عبرت تعبيراً صحيحاً مصيباً وقعت. قال ابن حجر معلقاً على هذا الحديث: (فإذا عبرت وقعت): إذا كان عابرها مصيباً. (فتح الباري 12- 450). ومن أراد الزيادة في شرح الحديث والحكم على سنده ومتنه فليرجع إلى ما كتبه الإمام الطحاوي في مشكل الآثار؛ فهو أفضل من تحدث في هذا؛ فيفهم إذاً مما سبق: أن الرؤيا إذا قصت وعبرت تعبيراً صحيحاً فإنها تقع؛ لهذا أنصح أحبتي بما ذكرناه سابقاً في المرائي السيئة والكوابيس المزعجة بأن يكتموها ولا يسعوا في تعبيرها وتفسيرها؛ فإنها لا تقع ولا تضرهم ما لم تعبر. حفظكم الله بحفظه.
***
وقفة :(يتخاصم مع شخصين في منامه فيقتلهما):
رأى شخص في منامه أنه يتخاصم مع شخصين فيقتلهما بسكين معه، ثم يقوم للحياة من جديد فيقتلهما مرة أخرى. فقال من فسرها له: إن صدقت رؤياك فإنك تقوم بتسليف شخصين مبلغاً مالياً من مالك الخاص فلا يرجعانه لك؛ فاسأل الله التعويض.
*****
لإبداء الرأي حول هذا المقال، أرسل رسالة قصيرة SMS تبدأ برقم الكاتب 9702 ثم أرسلها إلى الكود 82244